لا يزال الوسط الرياضي السعودي يتجرّع لذة النقلة التاريخية للكرة السعودية من خلال التعاقدات التي تمت في الميركاتو الصيفي والأثر الكبير الذي انعكس على سمعة وانتشار الدوري السعودي قارياً وعالمياً حتى بات الدوري السعودي حديث الأوساط الرياضية حول العالم، والفضل في ذلك يعود بعد الله لقيادة المملكة التي أولت حفظها الله الرياضة اهتماماً بالغاً في شتى المجالات حتى بتنا نشاهد مونديال الأندية يقام هذه الأيام في السعودية وغيرها من الاستضافات في مختلف الرياضات.
ولكي تكتمل الصورة وتُعطى هذه الأحداث حقها من الانتشار يجب أن يوازي هذه النقلة إظهار ذلك بأفضل صورة ممكنة لا سيما أن مبارياتنا المحلية باتت تنقل على أكثر من 120 قناة على مستوى العالم، وسؤالنا هنا هل أحسنّا ذلك بأفضل صورة ممكنة من خلال نقل مبارياتنا المحلية بأعلى جودة ممكنة وبأحدث التقنيات وأعلى الإمكانات؟.
أعتقد بأن الإجابة ستكون بالإجماع أن نقل الدوري السعودي هو الحلقة الأضعف بين كل ما يحدث الآن من تقدم لكرتنا المحلية، ما زال المشجع الرياضي طامعاً بأن يشاهد المباريات بإمكانات تفوق الموجودة في القنوات المنافسة والتي لا نزال نبعد عنها بسنوات ضوئية، ماذا أرجو من قنوات ما زالت ترى بأن تقنية HD حدث يستحق الإعلان وبأنها إحدى الامتيازات للمشتركين ومع ذلك لا نلحظ التغيير الكبير أثناء مشاهدة المباريات من خلال أي تقنية من التقنيات المختلفة، كيف لنا أن نستمتع بنقل دوري يكون إخراج المباريات فيه بهذا التواضع عندما ينشغل المخرج بعرض لقطة هامشية لنُحرم من مشاهدة بعض الأهداف بشكل مباشر ليتفاجأ الجميع عند العودة بأن الكرة في الشباك.
والأغرب من ذلك أن بعض هؤلاء المخرجين نجدهم يوجدون في الدوريات الأوروبية المتقدمة بإخراج وتغطية تُبهرك وتساعد على جمالية الحدث وتتساءل حينها أين مصدر الخلل؟
لماذا هذه الأخطاء التقنية المتكررة وهذا الانقطاع المستمر وتحديداً في الفترة الماضية من خلال المنصة وهي التي تقودها امبراطورية إعلامية ضخمة لا يليق أن نرى مثل هذه الأخطاء بحق القناة المالكة ولا حتى بسمعة وقيمة الكرة السعودية حالياً، في ظني أرى بأن القناة الناقلة لم تستشعر حتى الآن قيمة وأهمية هذا التحول الكبير في رياضتنا، فالمعاناة ما زالت مستمرة إما من خلال توزيع الكاميرات أو بالإخراج أو حتى بحرمان المشجع من الإثراء المعرفي ما بين الشوطين من خلال الاستماع للآراء الفنية واستبدالها بسلسلة من الفواصل الإعلانية حتى بدء الشوط الثاني وأخيرها وليس آخرها هو ما تكرر في الأيام الماضية من انقطاع مستمر للبث دون أي معالجة نهائية في حينها.
ختاماً دعونا نكتفي بهذا القدر، فالعشم أكبر بكثير مما يُقدّم الآن فالدوري السعودي يستحق نقلاً أفضل من هذا النقل بمراحل وما يقدّم حتى الآن لا يوازي متطلبات هذه المرحلة إطلاقاً، فما نعرفه هو أن القيمة مقابل الخدمة وركزوا كثيراً على كلمة الخدمة.
رسالتي:
مشكلة النقل ليست هي الوحيدة هذا الموسم، فجدولة مباريات الدوري لا تقل سوءًا عنها، ماذا ترى الرابطة بوضعها لمباريات كالفتح والشباب اليوم والهلال والوحدة في ذات التوقيت لمباراة الاتحاد والأهلي المصري في كأس العالم للأندية؟ هل هناك ما يمنع تقديم تلك المباريات لتُلعب عند السادسة مساءً؟! هل سنجد إجابة أم سيستمر عملها دون أي توضيحات تقدمها للشارع الرياضي.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer