واس - الرياض:
تتمتع العلاقات السعودية الروسية على مدى تسعة عقود مضت بالتفاهم المشترك وتقارب الرؤى وتوافق المصالح، وعززت تلك العلاقة الإستراتيجية الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية في مختلف المجالات، والتي حرصت قيادتا البلدين على تطويرها لتعود بالنفع والفائدة على الشعبين الصديقين. ويعود التاريخ السياسي بين البلدين لعام 1926م عندما اعترف الاتحاد السوفيتي –آنذاك- بالمملكة ليصبح أول دولة في العالم تعترف بقيام المملكة، وفي عام 1930م جرى تحويل القنصلية السوفيتية في جدة إلى سفارة. وأسست الزيارة التاريخية للملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – إلى موسكو عام 1932م، بتوجيه من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله- نواة العلاقات السعودية الروسية. وشهدت الزيارات المتبادلة مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد أن تجدّد عهدها في 17 سبتمبر (أيلول) 1990م عبر صدور بيان مشترك أعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما على أسس ومبادئ ثابتة. يأتي ذلك فيما يتواصل التفاهم المشترك بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية، ويتطور إلى مراحل متقدمة دعمتها الشراكة الدولية التي جمعتهما في مجموعة العشرين التي تضم 20 دولة من أقوى اقتصادات العالم؛ أسهمت في دفع العلاقات بينهما إلى المزيد من التعاون المشترك في المجالات السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية ومجالات الطاقة. وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واستجابة لدعوة الحكومة الروسية، زار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، روسيا الاتحادية في 18 يونيو 2015، وأسهمت تلك الزيارة بزيادة التقارب السعودي الروسي، تحقيقاً لمصلحة البلدين المشتركة وأمن المنطقة. وتعزيزاً للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله – فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، على هامش قمة مجموعة العشرين والتي أقيمت في مدينة أنطاليا التركية عام 2015م، واستعرض القائدان مجالات التعاون بين البلدين وما يتعلق بتطورات الأحداث في المنطقة. وفي إطار التواصل بين البلدين، التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس وفد المملكة في قمة دومجموعة العشرين التي عقدت في مدينة هانغتشو الصينية عام 2016، فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية.
وفي 30 مايو 2017، وبناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، واستجابة للدعوة المقدمة من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، زار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، روسيا الاتحادية؛ لبحث العلاقات الثنائية، وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك. واستطاع البلدان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية تقريب وجهات النظر تجاه العديد من قضايا المنطقة من خلال تفهم ظروف كل قضية، وموقف كل بلد تجاهها. وتوجت الزيارات بين البلدين بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لموسكو أكتوبر 2017، إذ تعد أول زيارة لملك سعودي إلى موسكو، وشهدت احتفاءً مميزاً من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية.
واستجابة للدعوة المقدمة لسمو ولي العهد – حفظه الله -، من فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة جمهورية روسيا الاتحادية ولقاء فخامته وحضور حفل افتتاح بطولة كأس العالم الحادية والعشرين ومباراة المنتخب السعودي ونظيره الروسي، ولصدور توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله – زار سموه في يونيو 2018م جمهورية روسيا الاتحادية. وتكمن أهمية زيارة الرئيس الروسي في كونها تأتي بعد ترؤس المملكة (القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية)، التي استضافتها المملكة بتاريخ 11/ 11/ 2023م، انطلاقاً مما توليه القيادة الرشيدة -حفظها الله- من اهتمام بالغ بالقضية الفلسطينية، وترؤس سمو ولي العهد -حفظه الله-أعمالها حيث طالبت القمة بوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة، وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين.