«الجزيرة» - الاقتصاد:
بدأت أمس، أعمال المنتدى السعودي للبيانات الذي نظمته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، وبرنامج التحول الوطني، بحضور صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن عبدالله بن مشاري مساعد وزير الداخلية للشؤون التقنية، ومعالي رئيس هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، وعددٍ من أصحاب المعالي، وكبار المسؤولين عن البيانات من الجهات الحكومية وكبرى المؤسسات والشركات المحلية والدولية، وذلك في فندق (JW Marriott) بمدينة الرياض.
وألقى معالي مدير مركز المعلومات الوطني في سدايا الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت كلمة خلال الحفل، نوه في مستهلها بالشراكة الإستراتيجية بين سدايا، وبرنامج التحول الوطني لدعم المبادرات الرقمية، مبيناً أن التزام «سدايا» بتعظيم الاستفادة من الفرص الكامنة في البيانات والذكاء الاصطناعي ليس لكونه خياراً إستراتيجياً فحسب، بل عاملاً أساسياً في تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030 التي تتعدى خطط التنويع الاقتصادي، لترسم لنا مستقبلاً تكون فيه الرقمنة جزءاً أصيلاً من كافة مناحي الحياة، ويتم فيه اكتشاف البيانات واستغلالها في تحقيق التطلعات والطموحات.
وأوضح معاليه، أن «سدايا» عملت على إيجاد منظومة متكاملة لمستقبل تكون فيه البيانات المفتوحة ليست متاحةً فقط، بل يتم استخدامها بشكل مسؤول في تحسين جودة حياة الأفراد، وبناء سياسات ترتكز على الرؤى والتنبؤات، ودعم الأبحاث في مختلف القطاعات كالصحة والبيئة وغيرها، مبيناً أن «سدايا» أطلقت برنامج البيانات المفتوحة، الذي يركز على تعزيز حوكمة البيانات المفتوحة، ونشر مجموعات بيانات مرتفعة الأولوية وذات جودة عالية يسهل الوصول إليها، إضافة إلى التركيز على تحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق الأثر المرجو من خلال تحفيز الإبداع ورفع مستوى التوعية بالبيانات المفتوحة وإرساء الشراكات محلياً وعالمياً.
ومن جهته أشار الرئيس التنفيذي لبرنامج التحول الوطني ثامر بن عبدالله السعدون، إلى أن البرنامج أُسند له هدف تعزيز الشفافية في جميع القطاعات الحكومية، ويشمل ذلك الشفافية في الأداء الحكومي، والشفافية في المهام والمسؤوليات، والشفافية في الأهداف الحكومية، ومكافحة الفساد، إضافة إلى توفير البيانات الحكومية المفتوحة وتقييم موثوقيتها وملاءمتها، مفيداً أن البرنامج سعى من خلال الشراكة مع «سدايا»؛ لبحث سبل التعاون كافة، وإطلاق شراكات إستراتيجية مثمرة، وحلول أعمال ذكية تدعم رؤية المملكة 2030، وتحقق أهدافها الإستراتيجية، وذلك من خلال تطوير مبادرات رقمية نوعية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
وألقى معالي محافظ هيئة الحكومة الرقمية المهندس أحمد بن محمد الصويان، كلمة أشار فيها إلى أن البيانات المفتوحة تؤدي دوراً مهمّاً في تعزيز شفافية عمل الحكومات والمؤسسات، وتحفيز الابتكار، ودعم القرارات الإستراتيجية، وتمكين مقومات البحث العلمي، وتؤكد الأرقام والإحصائيات في المملكة وجود تقدم واضح في هذا المجال، حيث سجّلت المنصة الوطنية للبيانات المفتوحة الآلاف من عمليات التحميل لحزم البيانات، والملايين من المشاهدات لصفحات البيانات لمختلف الجهات الحكومية في كل القطاعات، وحققت المنصة ما يقارب (8) ملايين مشاهدة لحزم البيانات، التي تجمع أكثر من (7) آلاف حزمة.
ولفت معاليه، أن هيئة الحكومة الرقمية والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) تعملان مع أكثر من (190) جهة على إتاحة حزم بيانات عالية القيمة في مختلف القطاعات، وتم خلال هذا العام فقط تحديث وإضافة أكثر من (1,200) حزمة، وهي زيادة بما يقارب (6) أضعاف العام الماضي، وتتوفر 97% من هذه الحزم في عدة صيغ مقروءة آليّاً على المنصة، كما نشرت أكثر من (26) جهة بياناتها على المنصة لأول مرة في هذا العام، وارتفع معدل التحميل لحزم البيانات هذا العام بما يقارب (3) أضعاف معدل الأعوام الثلاثة السابقة.
بعد ذلك استعرض مساعد مدير مركز المعلومات الوطني لبنك البيانات الوطني في سدايا الدكتور ياسر بن عبدالعزيز التويم، منصات البيانات التي عملت عليها «سدايا» بهدف تعزيز عملية مشاركة البيانات في المملكة وتحسين جودتها وقابلية استكشافها والإسهام في بناء اقتصاد رقمي قائم على البيانات منها منصات البيانات الوطنية: قناة التكامل الحكومية، وبحيرة البيانات، وسوق البيانات، ومعامل تحليل البيانات، وفهرس البيانات الوطني.
وأوضح الرئيس التنفيذي لبرنامج رفع جودة وإدارة البيانات الوطنية في «سدايا» المهندس مشعل بن عبدالله السرحان، أن البيانات شهدت في السنوات القليلة الماضية اهتماماً كبيراً في العالم نتيجة أهميتها التنموية وانعكاسها على ازدهار الاقتصادات الوطنية وتعزيز الشفافية، مشيراً أن «سدايا» عملت على تطوير 8 مبادئ رئيسة، منها البيانات كأصول وطنية وتم بناء الإطار الوطني لإدارة البيانات ليتكون من 14 مجالاً، هي (حوكمة البيانات، وجودة البيانات، والبيانات الوصفية ودليل البيانات، وإدارة البيانات المرجعية والرئيسة، وإدارة المحتوى والوثائق، والنمذجة وهيكلة البيانات، وتخزين البيانات، وتكامل البيانات ومشاركتها، وذكاء الأعمال والتحليلات، وتحقيق القيمة من البيانات، والبيانات المفتوحة، وحرية المعلومات، وتصنيف البيانات، وحماية البيانات الشخصية)، مشيراً إلى أنه تم تأسيس 202 مكتبين لإدارة البيانات في القطاعات الحكومية وشبه الحكومية. بعد ذلك بدأت جلسات المنتدى السعودي للبيانات بـ 4 جلسات حوارية بمشاركة 13 متحدثاً محلياً ودولياً من نخبة المختصين بالبيانات لمناقشة أحدث التوجهات نحو البيانات المفتوحة، وطرق التعامل معها.
ويهدف المنتدى إلى نشر الوعي حول مجال البيانات المفتوحة ومدى تأثيرها على قطاع العمل في المملكة، وزيادة موثوقية الأفراد بالبيانات المفتوحة وتحفيزهم على مشاركة بياناتهم الشخصية مع الجهات المعنية عند الحاجة، فضلاً عن تسليط الضوء على الفرص الواعدة في المملكة الناتجة عن استخدام البيانات المفتوحة في تطوير الحلول والتطبيقات إلى جانب تعزيز مفهوم استخدام البيانات وتسليط الضوء على العديد من الموضوعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ودور الابتكار من خلال إطلاق المؤشر الوطني للبيانات.