فضل بن سعد البوعينين
يعيش السعوديون حالة من الترقب قبيل ساعات من إعلان المدينة التي ستختارها الجمعية العامة للمكتب الدّولي للمعارض لتنظيم «إكسبو 2030». تنافس محموم بين المدن الثلاث، العاصمة السعودية الرياض، ومدينة بوسان في كوريا الجنوبية، والعاصمة الإيطالية روما لاحتضان المعرض الأكبر في العالم.
«من سيستضيف معرض إكسبو 2030»؟ هو السؤال الأكثر تداولاً اليوم. هناك تفاؤل ووعود بالتصويت، وهناك نتائج سيحسمها صندوق الاقتراع الذي سيحدد المدينة المستضيفة.
بذلت المملكة جهوداً مكثفة في تسويق ملف الاستضافة، وجهوداً دبلوماسية موازية على مستوى زعماء الدول، قادها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث كان ملف الاستضافة حاضراً في القمم التي استضافتها المملكة، والحصول على وعود بالتصويت لملف الرياض، وآخرها القمة السعودية ودول الكاريكوم، التي أكدت على «دعم المملكة لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض».
وخلال زيارته الرسمية لفرنسا، توج سمو ولي العهد الجهود بمشاركته حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة المعرض. اهتمام كبير أولاه سمو ولي العهد لملف الاستضافه، فهو المسؤول عن تفاصيله، والمعني بتسويقه، والداعم الأول للجهود المبذولة للتعريف بجاهزية الرياض وخططها ومشاريعها المستقبلية الداعمة.
لم تتوقف الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن العمل الدؤوب منذ الإعلان عن تقديم ملف الاستضافة، وعلى محاور مختلفة، يمكن حصرها في مرحلتين رئيسيتين، الأولى ما قبل التصويت النهائي، ويشمل إعداد الإستراتيجية، والخطط والتصور النهائي وتجهيز الملف وتسويقه باحترافية تامة، والثاني في حال الفوز، وهو مرتبط بتنفيذ البنية التحتية الحاضنة للمعرض، وهي مرحلة تنموية شاملة ستغير من وجه الرياض وستسهم في إنشاء قرية متكاملة معززة لتنمية المدينة ومشروعها النهضوي المرتبط برؤية 2030.
اختتمت الهيئة المرحلة الأولى بإقامة حفلها الختامي، وورشة عمل في مدينة مودون الفرنسية، بحضور وفد سعودي رفيع المستوى وبمشاركة ممثلين عن عدد كبير من الهيئات والدول.
فوز الرياض بالاستضافة، يعني البدء في تنفيذ المرحلة الثانية والأكثر أهمية، ليس لإقامة المعرض فحسب، بل واستكمال البيئة الحاضنة له، والتي تُعد من المكاسب التنموية المستدامة للرياض وسكانها، واقتصادها، والاقتصادي الوطني.
الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، المهندس إبراهيم السلطان أكد في تصريحات سابقة، أنه «بحلول عام 2028 ستكون كل استعدادات استضافة إكسبو 2030 جاهزة، ونخطط لاستضافة أكثر من 120 مليون زائر في 2030». وأكد خلال الحفل الختامي بأن «الرياض ستقدم عرضاً غير مسبوق نتوقع عندما نبني هذا المعرض أن يشارك فيه الجميع. سيشارك جميع الناس وسيظهرون قيمتهم وتقاليدهم وكل شيء ويشاركونها مع الآخرين».
تفاؤل كبير بفوز الرياض باستضافة معرض إكسبو 2030 ، عطفاً على الوعود التي تلقتها من الدول الأعضاء، وتبقى النتيجة النهائية مرهونة بصندوق الاقتراع، الذي سيحدد المدينة التي ستحظى باستضافة المعرض، وأيّاً تكن النتيجة، والتي أسأل الله أن تكون من نصيب الرياض، فما قدم من عمل احترافي، وجهود مكثفة، وخطط وبرامج مستقبلية، وإستراتيجية شاملة متوائمة مع إستراتيجية مدينة الرياض، يستحق الإشادة والتقدير، والمضي في تنفيذ الجانب التنموي منه، مهما كانت النتيجة، ففي تنفيذه تعزيزٌ لتنمية مدينة الرياض، واقتصادها، وقدرتها على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والمقار الرئيسة للشركات العالمية، ودخولها ضمن أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم.