وترجّل نونو سانتو عن مهمته في تدريب الاتحاد بعد موسم مثالي بكل مافيه، لم يكن أشد المتشائمين أن يتصور بأن يصل الحال بالاتحاد مع مدربه السابق لما وصل إليه قبل إقالته على الأقل بهذه السرعة، ومنذ بداية الموسم إن أردنا تفصيل مسببات ذلك الانهيار لوجدنا بأنها بدأت منذ نهاية الموسم الماضي عندما قرر سانتو منح لاعبيه إجازة مدمرة لأي لاعب كرة قدم نظراً لطول المدة، وتلا ذلك معسكر أوضحت لنا الصور بأنه أقل بكثير من أي معسكر خارجي، وظننا بعد ذلك أن البطولة العربية قد يراها المدرب كمباريات تحضيرية للموسم حتى شاهدنا مع بداية الدوري أن الاتحاد أحد أضعف الأندية على الجانب البدني واللياقي، ولن أنسى مباراتهم أمام الهلال في الدوري حين حوّل الفريق الأزرق المباراة في الربع ساعة الأخيرة إلى تمرين وسط عجز تام من الاتحاد على القدرة لإدراك التعادل أوافتكاك الكرة، إضافة إلى القرارات غير المنطقية في الميركاتو الصيفي بالإصرار على إبقاء لاعبين أجانب في ظل هذه القفزة الهائلة للتعاقدات، وإصراره على إبقائه لمهاجمين والإصرار على خلق طريقة لعب تناسبهم، ولم يدرك بأن لكل مرحلة لاعبيها المناسبين ، من منا يشكك في إمكانيات كاريو وكويلار في الهلال؟ ولكن الهلال أدرك المرحلة الحالية وعوضهم بالأفضل لمواكبة هذا التطور في الدوري.
لا أعلم لماذا شعرت بأن نونو سانتو بعد تحقيق الدوري بات يتعامل داخل النادي مع من يقف أمامه بدكتاتورية مفرطة وإقصائية لا مجال فيها للتسامح أو الصفح، واستمر بذلك حتى وصل إلى معاداة الجمهور من خلال تصاريحه التي دلّت على عدم الاكتراث بمشاعرهم!
إقالته وتحديداً بعد خسارته أمام الأهلي كانت بالنسبة لي مسألة وقت، وما أعلمه أن الاتحاد في حينها انفتح على فكرة إقالته والبحث عن خيارات تدريبية، وتعابير أوجه اللاعبين في آخر المباريات أكّدت بأن أيام المدرب في الاتحاد باتت معدودة.
رسالتي: مثلما أعاد نونو سانتو الاتحاد للبطولات وأعاد لهم شعور الفوز بالدوري فهو بالمقابل أخطأ في حقهم بعدم استغلال الميركاتو الصيفي التاريخي بإحضار صفوة لاعبي العالم للحفاظ على الدوري والمنافسة لتحقيق البطولة الآسيوية، والأهم أن يصل لأبعد مدى في مونديال الأندية، رحل الآن وسيبقى أثره السلبي في هذه النقطة حتى نهاية الموسم!
**
- محمد العويفير