برعاية من سمو الشيخ تركي بن راشد بن عيسى آل خليفة نائب رئيس المجلس الوطني للفنون في مملكة الحرين، افتتحت جمعية البحرين للفنون التشكيلية معرضاً شخصياً للفنان التشكيلي السعودي فهد النعيمة بعنوان (نشيد الخطوط).
يأتي هذا المعرض لعرض تجربة فنية مميزة من أعمال فنان تشكيلي متميز قدَّم الكثير من الإبداع التشكيلي في المملكة العربية السعودية، وأثرى الساحة التشكيلية بمجموعة كبيرة من أعماله المتفردة التي استطاع من خلالها الوصول إلى أساليب عالمية وكانت بيئته هي الملهم الرئيسي له لنجد بصمة الصحراء والرمال والجمال في جلّ أعماله.
وتنوعت تجارب النعيمة خلال مسيرته الفنية من خلال العديد من المراحل التي مرَّ بها وامتلك الموهبة التي مكنته من فهم القواعد التشكيلية والاطلاع على مختلف المدارس والقدرة على التعلم والتطوير من الذات ليصل إلى ما وصل إليه.
وعن معرضه قال أ. عباس يوسف: بعد معارض شخصية عدة في موطنه المملكة العربية السعودية والكويت والكثير من المشاركات الجماعية في عديد الدول العربية والأجنبية، تأتي محطته إلى البحرين بمعرض شخصي بعنوان نشيد الخطوط على صالة جمعية البحرين للفنون التشكيلية. في معرضه هذا وكأنه يقدم الحنين إلى تلك الربوع التي ألفها خيطًا خيطًا، وعرف تكسرات خطوطها وألوانها المتداخلة والمتشابكة في آن واحد مع ما تشكله الرياح وما تعكسه ضياء الصحراء عليها، وهي ممتدة إلى الأفق البعيد. لا يترك ماضي تجريباته السابقة رسمًا وتقنية، يستحضرها باعتبارها العناصر المغذية والمحرضة في الوقت ذاته على الذهاب إلى أماكن أخرى من البحث والتجريب. من واقعية وتجريدية وتعبيرية اعتمدت الوجه البشري مرتكزًا أساسيًا وتارة أخرى تحضر المساحة اللونية والخط تجريدًا. مما تصوغه الرياح من خطوط ممتدة تارة ومتشابكة تارة على رمال الصحراء، بهذا النسيج المثير والمدهش والمبهر بألوانها الذهبية المشعة راح يصوغ خطوطه الطرية العفوية المتداخلة في بعضها البعض وكأن حفيف الرياح يصدر ويسمع جراء تشابك تلك الخطوط اللونية وهي ترسم سجادها الخاص على رمال تلك الصحراء. لا تغيب الصحراء عن هواجس فهد وبحثه، من خطوط رمالها كمصدر بصري مهم وفاعل في تجربته الفنية إن جاز القول (إلى سفينتها) وقوافلها رهيبة المشهد ورسم حشودها بهذا التعامد والتراص وكأن القوام الأربع في حالة من الاحتكاك والاسطكاك. هذه المرجعية قادت فهد إلى هذا التعامد والتراكم الخطي والتكثيف اللوني المفتوح على الصحراء كما هو متمثل في تلك الأعمال الجدارية ذات الجو الملحمي. سفره إلى الأرجنتين وتلقيه درس الطباعة بواسطة الشاشة الحريرية جعلته يختزل خطوطه بتعرجاتها واستقامتها، وجعلها أكثر بساطة ووضوحًا ويسرًا، انفتح على الأبيض وكأنه الضوء القادم من الصحراء كخلفية يحكم التكوين وينفذ بين عناصر اللوحة ليبث الضياء بينها، لا فكاك من حضور الصحراء خطًا ولونًا ومصدرًا بصرًيا ثريًا ما أنفك فهد النعيمة يغذي عينيه وقلبه منها بعاطفة العاشق منذ الطفولة والعارف وللمكان وأسراره.
فهد النعيمة من مواليد الرياض عام 1978م وبدأ مسيرته الفنية وهو بعمر العشرين عاماً، شارك في العديد من المعارض الداخلية والدولية وله معارض شخصية وثنائية وتم اقتناء أعماله من العديد من الجهات الحكومية والأهلية وعدد من المهتمين ورجال الأعمال.
**
- إعداد/ عبدالله عبدالرحمن الخفاجي
إكس: AL_KHAFAJII