الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإنَّ مما لفت انتباهي أثناء مطالعتي لكتب التاريخ الإسلامي وتراجم أعلامه، وجودَ أعلام وُصِفُوا بأنهم من دهاة العالم، من النبلاء، والملوك والأمراء والأعيان والعلماء والأدباء، ممن كان دهاؤه في الخير أو الشر، وهو في أهل الشر أغلب، فأحببت أن أجمع من هؤلاء الأعلام ما وقفت عليه، وأضم بعضهم إلى بعض في رسالة طريفة، مقتفيًا بذلك أثر علمائنا المؤرخين الذين أفردوا بعض الأعلام المعتنين بعلم مَّا، أو اشتهروا بصفة جامعة بمؤلف مستقل، فعمدت إلى جمع مادة هذه الرسالة من تاريخنا الإسلامي وكتب التراجم، ورتبت الأعلام حسب وفياتهم من الأقدم إلى الأحدث، وقد اقتصرَتْ الترجمةُ على لقب المترجم، واسمه وتاريخ مولده ووفاته، مع ذِكْر ما قيل في وصفه من الدهاء، وذِكْر سبب دهائه إن وجدته، وذِكْر موقف يدل على دهائه، وكان شرطي ألَّا أذكرَ إلا مَن وُصِفَ بأنه من دهاة العالم فقط؛ أما من وُصِفَ بالدهاء في تاريخنا فهم جمٌّ غفير، ولعل الله أن ييسر جمعهم.
وقبل البَدْء بذكر الأعلام، لا بد من قول موجز في معنى الدهاء.
الدهاء: العقلُ، والرجل الداهية: البصير بالأمور، الذكي الفطن، يقال: تصرَّف بدهاء، أي: بفطنة وحذق وتبصُّر؛ وهو ذو دهاء، أي: ذو ذكاء ومكر واحتيال وخبث. وثمة فرق بين الدهاء والذكاء، فالذكاء دون الدهاء، لأن كلَّ داهيةٍ ذكيٌّ، وليس كلُّ ذكيٍّ داهيةً، فالدهاء أعم؛ لتضمنه الذكاء وزيادة.
وبعدُ.. فدُوْنَك - أيها القارئ الفاضل - تراجمَ موجزةً لمن وقفت على وصفه بأنه من دهاة العالم، وأولهم:
1- حاكم مصر، الصحابي أبو عبدالله عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القُرَشي السَّهْمِيّ (50 ق هـ 43هـ - 574 - 664م(1)، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «داهيةُ قريش، ورجلُ العالم، ومن يُضرَب به المثل في الفطنة، والدهاء، والحزم»(2)، وقال عنه أيضًا: «وكان من رجال قريش رأيًا، ودهاءً، وحَزْمًا، وكفاءة، وبصرًا بالحروب، ومن أشراف ملوك العرب، ومن أعيان المهاجرين، وقد تأمر على مثل أبي بكر وعمر؛ لبصره بالأمور ودهائه»(3)، ووصفه أيضًا بقوله: «وكان عمرو من أفراد الدهر دهاءً، وجلادةً، وحَزْمًا، ورأيًا، وفصاحةً»(4).
2- الوزير، الأديب، أبو أيوب المورياني، سليمان بنُ أبي سليمان الخوزي (ت: 154هـ - 771م)(5)، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «وكان من دهاة العالم»(6)، وقد ذكر المؤرخ ابن مسكويه (ت: 421هـ) حيلةً للمورياني تدل على دهائه، احتال بها على أبي مسلم الخراساني(7).
3- الخليفة العباسي، أبو جعفر المنصور، عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس (ت: 158هـ-775م)(8)، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «وكان من دهاة العالم»(9)، ووصفه أيضًا بقوله: «كان فحل بني العباس هيبةً، وشجاعة، ورأيًا، وحزمًا، ودهاءً، وجبروتًا»(10).
4- المتكلم، أبو إسحاق إبراهيم بن سيَّار مولى آل الحارث بن عبَّاد، النظام، الضُبَعي، البصري، المعتزلي (ت: 231هـ - 845 م)(11)، وصفه الشيخ عبدالرحيم السلمي، بقوله: «وكان من دهاة العالم، لكن أضله الله، والعياذ بالله»(12).
5- الداعي الإسماعيلي، أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريّا الصنعاني الشِّيعيّ (ت: 289هـ - 911م(13)، صاحب دعوة عُبَيْدالله المهدي، وصفه المؤرخ ابن خَلِّكان (ت: 681هـ)، بقوله: «كان من الرجال الدهاة الخبيرين بما يصنعون، فإنه دخل إفريقيا وحيدًا بلا مال ولا رجال، ولم يزل يسعى إلى أن ملكها»(14)، ووصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «كان من دُهاة العالم، وأفراد بني آدم دهاءً ومَكْرًا ورأيًا، دخل إفريقيا وحيدًا غريبًا فقيرًا، فلم يزل يسعى ويتحيّل ويستَحْوِذ على النُّفوس بإظهار الزّهادة، والقيام لله، حتّى تبِعَه خلْقٌ وبايعوه»(15)، ووصفه أيضًا بقوله: «من دهاة الرجال الخبيرين بالجدل، والحِيَل، وإغواء بني آدم»(16).
6- الوزير، الكاتب، الشاعر، القاسم بن عبيدالله بن سليمان بن وهب الحارثي (258 - 291هـ- 872 - 904م)(17)، وصفه المؤرخ ابن الطقطقي (ت: 709هـ)، بقوله: «كان من دهاة العالم، ومن أفاضل الوزراء»(18).
7- الوزير، الكاتب، أبو الفرج يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن هارون ابن كِلِّس البغدادي (318 - 380هـ - 930 - 990م(19)، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «كان يهوديًّا خبيثًا ماكرًا فطنًا داهية»(20)، ووصفه أيضًا بقوله: «كان داهية، ماكرًا، فطنًا، سائسًا، من رجال العالم. سافر إلى الرمْلَة، وتوكَّل للتجار، فانكسر عليه جُمْلةً، وتعثر، فهرب إلى مصر، وجرت له أمور طويلة، فرأى منه صاحب مصر كافور الخادمُ فطنةً وخبرة بالأمور، وطمع هو في الترقي فأسلم يوم جمعة سنة 356هـ، ثم فهم مقاصده الوزير ابن حِنْزَابة، فعمل عليه، ففر منه إلى المغرب، وتوصَّل بيهود كانوا في باب المعز العُبَيدي، فنفَق على المعز وكشفَ له أمورًا، وحسَّن له تملك البلاد، ثم جاء في صحبته إلى مصر، وقد عظم أمره»(21).
8- الوزير، أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي المصري، المعروف بالوزير ابن المغربي (370 - 418هـ - 981 - 1027م)(22)، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «كان من دهاة العالم»(23)، ووصفه ابن العماد الحنبلي (ت: 1089هـ)، بقوله: «وكان من أدهى البشر وأذكاهم»(24).
9- الرئيس، الوزير، أبو الحزم، جهور بن محمد بن جهور بن عبيدالله الكلبي القرطبي (ت: 435هـ - 1044م)(25)، رئيس قُرْطُبة وأميرها، وصفه المؤرخ أبو الحسن المغربي (ت: 685هـ)، بقوله: «كان من وزراء الدولة العامرية، قديم الرئاسة، موصوفاً بالدهاء والسياسة»(26)، ووصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «كان مِن دُهاة العالم، وعُقلائهم، ورؤسائهم»(27)، ووصفه أيضًا بقوله: «من بيت رئاسة ووزارة، من دهاة الرجال وعقلائهم»(28).
10- الناظر، الوكيل، نور الدين علي بن مفلح الكافوري الحنفي (ت: 841هـ(29)، وصفه الحافظ السخاوي (ت: 902هـ)، بقوله: «وكان مع قلة بضاعته في العلم بل عدمها وكونه عريض الدعوى من دواهي العالم، حتى أنه ربما غطى دهاؤه وحسن تأتيه في الكلام على مخدومه جهله، بحيث يساء من عنده من فضلاء مجلسه بذلك، وينتدبون لإظهار جهله عند كبيرهم، فيسألونه مسائل مشكلة أو غيرها، وهو يتخلص منهم بكل طريق ممكن، وفي الغالب يقول لهم: حتى نكشف، ثم يأتي الزين قاسم الحنفي وكان نزيلا له فيجيبه ويذهب من الغد بالجواب إليهم. ووصل علم ذلك للزيني فكان يقول مشيرًا لهذا: من العجائب أن ابن مفلح عنده كتاب ابن أم قاسم يكشف منه عن كل شيء في الدنيا نحو وفقه وألغاز وغيرها»(30)، ووصفه المؤرخ المقريزي (ت: 845هـ)، بقوله: «ولي الوكالة ونظر المارستان، وعُدَّ من رؤساء الناس، وكانت له مروة، وفيه عصبية»(31).
11- الوزير، مؤيد الملك (ت: 494هـ - 1100م)(32)، وزير السلطان محمد بن مَلِكْشاه بن ألب أرسلان التركي (ت: 501هـ)، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «كان بخيلاً ظالمًا، سيئ الخلق، مذموم السيرة، إلّا أَنَّهُ كَانَ من دهاة العالم»(33).
12- الملك، الكاتب، الحسن بن الصباح بن علي المروزي الإسماعيلي الملقب بألكيا (ت: 518هـ - 1124م)(34)، صاحب الدعوة النزارية وجدُّ أصحاب قلعة ألموت، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «كان من كبار الزنادقة، ومن دهاة العالم، أكثر التطواف في البلدان، يغوى الخلق ويضل الجهلة، إلى أن صار منه ما صار، وكان قوى المشاركة في الفلسفة والهندسة، كثير المكر والحيل، بعيد الغور، لا بارك الله فيه»(35)، ووصفه أيضًا بقوله: «كان من دهاة العالم، وشجعانهم، وشياطينهم»(36)، ووصفه المؤرخ ابن الأثير (ت: 630هـ)، بقوله: «كان رجلاً شهمًا، كافيًا، عالمًا بالهندسة، والحساب، والنجوم، والسحر، وغير ذلك»(37).
13- القاضي، الواعظ، محمد بن نصر بن منصور، أبو سَعْد الهَرَويّ الحنفي (ت: 518هـ - 1124م)(38)، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «كان مِن دُهاة العالم، قتلته الباطنيَّة لعنهم الله بجامع هَمَذَان»(39).
14- ملك التتار وسلطانهم الأعظم جنكيز خان، تيموجين بن يسوكاي بن برطام بهادور المغولي، الشهير بجنكيز خان (ت: 624هـ - 1227)(40)، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «وكان من دهاة العالم وأفراد الدهر وعقلاء الترك»(41)، ووصفه أيضًا، بقوله: «وله شجاعة مفرطة، وعقل وافر، ودهاء ومكر»(42).
15- الوزير، الطبيب، الصاحب، أبو الحسن أميم الدولة علي بن غزال بن أبي سعيد السامري المسلماني، كمال الدين (ت: 648هـ-1250م)(43)، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «وكان ذكيًا، فطنًا، داهيةً، شيطانًا، ماهرًا في الطب»(44)، ووصفه المؤرخ الملك الأشرف إسماعيل (ت: 803هـ)، بقوله: «وكان لا سامريًّا ولا مسلمًا، بل كان يتستر بالإسلام ويبالغ في هدمه في الباطن، وكان ظلومًا، غشومًا، فطنًا، ذكيًّا، شيطانًا، من دهاة العالم»(45).
16- الملك، أبغا البرواناه، صاحب معين الدين البرواناه بن مهذب الدين، سليمان بن علي بن محمد بن حسن (ت: 667هـ - 1268م)(46)؛ وصفه المؤرخ ابن شاكر الكتبي (ت: 764هـ)، بقوله: «كان من دهاة العالم وشجعانهم، وله إقدام على الأهوال، وخبرة بجمع الأموال»(47)، ووصفه المؤرخ المقريزي (ت: 845هـ)، بقوله: «وكان شجاعًا، حازمًا، كريمًا، عارفًا، فيه دهاء ومكر»(48)، وقال عنه المؤرخ ابن العماد الحنبلي (ت: 1089هـ): «وتمكن من الممالك بقوي إقدامه، وقوة دهائه»(49).
17- الأمير، المقدم، خضِر بن محاسن، موفّق الدّين الرّحبيّ (ت: 680هـ - 1281م)(50)، وصفه الحافظ الذهبي (ت: 748هـ)، بقوله: «كان من دُهاة العالم، وشجعانهم»(51)، وبمثله قال المؤرخ الصفدي (ت: 764هـ)(52).
18- الفقيه، المقرئ، المحدث، محمد بن عبدالرحمن بن محمد الكناني المصري الأصل المدني الشافعي، المعروف كسلفه بابن صلح، أبو الفتح (799-860هـ - 1396-1456م)(53)، وصفه الحافظ السخاوي (ت: 902هـ)، بقوله: «كان ذكيًّا مُسَدَّدًا في قضائه، كريمًا، من دهاة العالم»(54).
19- الحافظ، القاضي، محمد بن أحمد بن محمد اللخمي الفُرِّيَاني (780-862هـ - 1378-1458م)(55)، وصفه الحافظ السخاوي (ت: 902هـ)، نقلا عمَّن أخذ عنه، بقوله: «لم أزل أسمع عنه الأعاجيب من كثرة الحفظ للأخبار القديمة، والقوة على جوب البلاد، والقدرة على مداخلة الناس، حتى اجتمعت به ذي القعدة سنة 837هـ فوجدته من دهاة العالم، فصيحًا مفوها قوي الحافظة عديم النظير في ذلك»(56)، وقال عنه الحافظ ابن حجر (ت: 852هـ): «دعا إلى نفسه أنه المهدي، وقيل ادعى أنه القحطاني، فانضم إليه جماعة من العرب فاستغواهم ووعدهم»(57).
20- نقيب الجيش، محمد بن عبد الرزاق بن أبي الفرج الأرمنيّ (804-881هـ - 1402-1477هـ)، وصفه المؤرخ المَلَطي (ت: 920هـ)(58)، بقوله: «وكان من دواهي العالم، غير مشكور السيرة، مع عسف وظلم»(59)، ووصفه الحافظ السخاوي (ت: 902هـ)، بقوله: «وكان من سيئات الدهر جرأة وإقدامًا وظلمًا وجبرية»(60).
21- عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الفيومي القاهري الشافعي، أبو عمر الوكيل (812- 898هـ - 1410-1492م)(61)، وصفه الحافظ السخاوي (ت: 902هـ)، بقوله: «وهو ممن أشير إليه بالذكاء والفضل، وكونه من دهاة العالم يتطور كثيرًا، ويتصور حقيرًا، فتارة يتصوف وتارة يتمكس»(62).
22- الأمير، خاير بك بن مال باي بن عبدالله الجركسي الأشرفي، كافل حلب (ت: 928هـ - 1522م)(63)، وصفه المؤرخ محمد راغب الطباخ (ت: 1370هـ)، بقوله: «وكان كثير الحيل والخداع والمكر، وكان من دهاة العالم، لا يعلم له حال ولو ذكرت مساويه كلها لطال الشرح»(64).
23- الشيخ محمد بن أبي بكر بن علي بن داود الدمشقي الصالحي (ت: القرن 10هـ(65)، وصفه الحافظ السخاوي (ت: 902هـ)، بقوله: «وهو من دهاة العالم»(66).
24- الشيخ يوسف بن وحيش (ت: 1181هـ - 1767م)، وصفه المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي (ت: 1237هـ)، بقوله: «وكان من دهاة العالم، وله شهرة وسمعة في السعي وقضاء الدعاوى والشكاوى والتحيلات والمداهنات والتلبيسات وغير ذلك»(67).
25- الشيخ أحمد الكتبي، المعروف بالسقط (ت: 1182هـ - 1768م)، وصفه المؤرخ الجبرتي (ت: 1237هـ)، بقوله: «وكان المذكور من دهاة العالم، يسعى في القضايا والدعاوى، يحيى الباطل، ويبطل الحق، بحسن سبكه وتداخله»(68).
26- أمير مكة، الشريف غالب بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد الحسني (ت: 1233هـ - 1816م)(69)، وصفه المؤرخ الجبرتي (ت: 1237هـ)، بقوله: «وكان من دهاة العالم»(70).
27- شيخ الأزهر، القاضي، العلامة، محمد بن مصطفى بن محمد بن عبدالمنعم المراغي (1298-1364هـ - 1881-1945م)(71)، من أشهر مواقفه الدالة على دهائه أنه حين قاد المراغي المصريين بالسودان في حملة لمناصرة ثورة سعد زغلول (1337-1919م)، اتهمه نائب الحاكم العام للسودان (دن) بإعلان الثورة في السودان، وطلب منه وقف نشاطه، فرفض المراغي، فقال له (دن): إني أكلمك كرئيس.. رد علي المراغي غاضبًا: كنت أفهم أنك تعلم واجبك! إنه ليس لي رئيس هنا، فإن الحاكم العام معين بأمر ملكي، وهو الحاكم السياسي، وأنا معين بأمر ملكي، وأنا قاضي القضاة، ولا إشراف لأحد منا على الآخر. فعلق الحاكم العام للسودان على موقف المراغي هذا بقوله: لقد قلت للإنجليز هنا وفي لندن: «إن الشيخ المراغي لا يمكن مناقشته، أو التغلب عليه، ومن الصعب إقناعه.. إن الشيخ المراغي يعد من دهاة العالم!». وقد كتبت صحيفة التايمز البريطانية، تقول: «ابعدوا هذا الرجل، فإنه أخطر على بلادنا وحياتنا من ويلات الحروب»(72).
28- الوالي، الوزير، المشير، محمد رشيد باشا الوزلي، أبو رشدي (1223-1273هـ - 1808-157م)(73)، وصفه المؤرخ الغزاوي (ت: 1391هـ)، بقوله: «كان يعد من دهاة العالم في عصره في فنّ الإدارة الملكية، وله آراء صائبة»(74)، ووصفه المؤرخ وليد الأعظمي (ت: 1425هـ)، بقوله: «وكان فطنًا، لبقًا»(75).
وبعد استعراض الأعلام الذين وُصِفُوا بأنهم من دهاة العالم، نجد أن الدهاء كما هو في أهل السياسة، والملوك، والقادة، والجبابرة، والطغاة، وأصحاب العقائد المنحرفة في كل الأمم والشعوب، فإنه كائن في الأئمة الهداة، والعلماء، والزهَّاد، وفي كثير من عامة الناس من أمة الإسلام وغيرها. وكما أن كثيرًا من الدهاة قد استثمر هذه السِمَة الشريفة والنعمة الجليلة في ارتكاب الشرور، فإن كثيرًا من أهل العلم والدين قد حجزه تدينه وعلمه عن الولوغ في مهاوي الشر والضلال والظلم بهذا الدهاء، وإن كثيرًا من عامة الناس من الدهاة قد منعته قِيَمُه وأخلاقهُ وعقلُه من استغلال هذا النعمة فيما لا يليق من مساوئ الأخلاق.
الهوامش:
(1) «الطبقات الكبرى» لابن سعد (4-254، 7-493)، «المعارف» (ص285)، «سير أعلام النبلاء» (3-54-77)، «تاريخ الإسلام» (2-425).
(2) «سير أعلام النبلاء» (3-55).
(3) «سير أعلام النبلاء» (3-59).
(4) «تاريخ الإسلام» (2-425).
(5) «تجارب الأمم وتعاقب الهمم» (3-361)، «الأنساب» للسمعاني (12-477)، «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (8-177)، «سير أعلام النبلاء» (7-23)، «تاريخ الإسلام» (4-257).
(6) «سير أعلام النبلاء» (7-24).
(7) «تجارب الأمم وتعاقب الهمم» (3-361).
(8) «تاريخ الطبري» (7-469-473)، «تاريخ بغداد» (10-53-61)، «سير أعلام النبلاء» (7-83)، «تاريخ الإسلام» (3- 599).
(9) «تاريخ الإسلام» (3- 599).
(10) «سير أعلام النبلاء» (7-83).
(11) «سير أعلام النبلاء» (10-541).
(12) «شرح الحموية» (9- 13) بترقيم الشاملة آليا.
(13) «الكامل في التاريخ» (8-22، 21، 37، 31)، «وفيات الأعيان» (2-192)، «سير أعلام النبلاء» (14-58)، «تاريخ الإسلام» (6- 935).
(14) «وفيات الأعيان» (2-192).
(15) «تاريخ الإسلام» (6- 936).
(16) «سير أعلام النبلاء» (14-58).
(17) «الإنباء في تاريخ الخلفاء» (ص: 293)، «الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية» (ص251)، «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (6-46)، «الكامل في التاريخ» (7-533).
(18) «الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية» (ص: 251).
(19) «وفيات الأعيان» (7-27-35)، «الكامل في التاريخ» (7-440)، «سير أعلام النبلاء» (16-442)، «تاريخ الإسلام» (8-486)، «شذرات الذهب» (4-422).
(20) «تاريخ الإسلام» (8-486)،
(21) «سير أعلام النبلاء» (16- 442).
(22) «وفيات الأعيان» (2-174)، «معجم الأدباء» (3-1093)، «سير أعلام النبلاء» (17- 394)، «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» (5-91).
(23) «سير أعلام النبلاء» (17-396).
(24) «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» (5-91).
(25) «الكامل في التاريخ» (9-284)، «الحلة السيراء» (2-30-34)، «المغرب في حلى المغرب» (1-56)، «سير أعلام النبلاء» (17-139)، «تاريخ الإسلام» (9- 547).
(26) «المغرب في حلى المغرب» (1-56).
(27) «تاريخ الإسلام» (9- 547).
(28) «سير أعلام النبلاء» (17-139).
(29) «السلوك لمعرفة دول الملوك» (7-368)، «لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ» (ص206)، «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (6-39).
(30) «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (6-40).
(31) «السلوك لمعرفة دول الملوك» (7-368).
(32) «تاريخ الإسلام» (10- 673).
(33) «تاريخ الإسلام» (10- 673).
(34) «مرآة الزمان في تواريخ الأعيان» (19-511-513)، «الكامل في التاريخ» (8-696)، «ميزان الاعتدال» (1- 500)، «سير أعلام النبلاء» (11-289)، «لسان الميزان» (3-59).
(35) «ميزان الاعتدال» (1- 500).
(36) «سير أعلام النبلاء» (11-289).
(37) «الكامل في التاريخ» (8-696).
(38) «تاريخ الإسلام» (11- 297).
(39) «تاريخ الإسلام» (11- 297).
(40) «ذيل مرآة الزمان» (1-86)، «الوافي بالوفيات» (11-197)، «العبر في خبر من غبر» (3-192)، «سير أعلام النبلاء» (22-243)، «تاريخ المغول العظام والأيلخانيين» لطقوش (ص25).
(41) «العبر في خبر من غبر» (3-193).
(42) «سير أعلام النبلاء» (22-243).
(43) «مرآة الزمان في تواريخ الأعيان» (22-419)، «الكامل في التاريخ» (12-347-350)، «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» (ص234-239)، «تاريخ الإسلام» (14- 595)، «سير أعلام النبلاء» (22-137)، «الوافي بالوفيات» (12-65)، «العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك» (ص: 572).
(44) «تاريخ الإسلام» (14- 595).
(45) «العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك» (ص: 573).
(46) «فوات الوفيات» (2-71)، «السلوك لمعرفة دول الملوك» (2-111)، «المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (6- 43)، «شذرات الذهب» (7-614). ومعنى البرواناه: الحاجب. ذكر الكتبي أن وفاته كانت في سنة 646ه، والمقريزي سنة 667ه.
(47) «فوات الوفيات» (2- 71)، «المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (6-44).
(48) «السلوك لمعرفة دول الملوك» (2-111).
(49) «شذرات الذهب» (7-614).
(50) «تاريخ الإسلام» (15- 390)، «الوافي بالوفيات» (13-207).
(51) «تاريخ الإسلام» (15- 390).
(52) «الوافي بالوفيات» (13-207).
(53) «معجم الشيخ» لابن فهد (ص232)، «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (8- 34).
(54) «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (8- 35).
(55) «إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ» (9-226)، «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» (3-1108)، «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (7-67)، «شذرات الذهب» (9-381).
(56) «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (7-70).
(57) «إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ» (9-227).
(58) «بدائع الزهور» (3-119)، «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (8-55-56)، «نيل الأمل في ذيل الدول» (7-156).
(59) «نيل الأمل في ذيل الدول» (7-156).
(60) «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (8-56).
(61) «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (4-215).
(62) «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (4-216).
(63) «إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء» (5-402).
(64) «إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء» (5-406).
(65) «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (11- 155).
(66) «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (11- 155).
(67) «تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (1- 323).
(68) «تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (1- 362).
(69) «البدر الطالع» (2-4)، «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (3-535)، «التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول» (ص324).
(70) «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (3-535).
(71) «الأزهر في ألف عام» (3-503)، «الشيخ المراغي والإصلاح الديني في القرن العشرين» للدكتور محمد عمارة (ص5-21)، «أرشيف المجلس العلمي لموقع الألوكة» المكتبة الشاملة (8518-2)
(72) «الشيخ المراغي والإصلاح الديني في القرن العشرين» (ص12-13).
(73) «موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين» (7-78، 130)، «تاريخ الأعظمية» (ص540).
(74) «موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين» (7-132).
(75) «تاريخ الأعظمية» (ص540).
** **
- إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير