لاحظت في الأسبوعين الماضيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات أكثر من خمس دعوات لجمع التبرعات لعتق رقاب أو مشاهد توسل ذوي القاتل بصور مؤلمة لذوي الدم للتنازل، ولست هنا معترضاً على مساعي الصلح والعتق ولكن ملاحظتي أنها ظهرت في أيام متقاربة وكأنها تشكل ظاهرة حانية. بينما هي حوادث حدثت ربما منذ عقود، لكن تبعاً للضوابط الشرعية قد تأخذ سنوات انتظار لبلوغ القصر سن الرشد أو تحريات تنشد العدل. فيعتقد البعض أنها حدثت خلال الفترة الحالية وأنها لا سمح الله تشكل ظواهر مجتمعية، وهذه مقدمة وجب ذكرها دون التفاصيل التي مكانها وحرزها ملفات القضايا ذاتها، لكن لفت انتباهي وقد تناولته من قبل مراراً المبالغة في الديات وأن وراءها بعض المستفيدين المستغلين - هدانا الله وإياهم. وحتى لا أنجرف في فلسفة التنظير أتطرق لتجارب خبرة مشاركات في محاولة عتق رقاب مررت بها في عدة مناطق، حيث كنت مشاركاً فيها إما بدعوة خاصة أو تكليف طوعي ولمست في معظمها أنها تحولت إلى سمسرة حتى رأينا بعض من كانوا يسعون فيها بعد فترة يقتنون أفخم الماركات من السيارت والمنازل ويتباهون بها في أفخم العواصم هذا جانب، والجانب الآخر وهذا الأهم وبيت القصيد هنالك عادات تستغل الأطفال القصّر، وما يتبع ذلك فيما بعد من أمراض نفسية بالذات للأطفال، وحينها شرحت الأمر لبعض رؤساء المحاكم آنذاك، وانسحبت من أي مشاركة مع تلك المجاميع، وقد قصدني فيما بعد أقارب مساجين لمحاولة الصلح واشترطت أن لا يكون القاتل ارتكب عملية سطو أو هتك عرض أو روّع آمنين، وسعيت -بعون الله - في أربعة مساع وحدي، الأولى كلّلت بالصلح مقابل ثلاثمائة ألف ريال والثانية لم نوفق وتم تنفيذ القصاص رغم عرض ثلاثة مليون وبناء جامع بحجة درء ما يرونه أخطر فيما لو تم التنازل، والثالثة تم الصلح مقابل مليون ريال، والرابعة تنازل كلي بلا مقابل. وتوقفت عن ذلك منذ أجريت عملية قلب مفتوح.. لذلك لا عيب في المساعي ولا اعترض لكن المعيب أن يبالغ في ذلك بالفسح للسماسرة بإدارة مساعي الصلح واستغلال الأطفال والنساء ليبدو للمتابع الحصيف أن المسعى ليس للصلح، بل لتعطيل الأحكام لا سمح الله بالمتاجرة من قبل ضعفاء النفوس أو تبادل التهم بين الطرفين كما حدث مؤخراً في ظاهرتين من إعلان جمع التبرعات أو التوسل إلى ذوي الدم وتجاذبات خارجة عن المألوف وإسترجاع عرض مقاطع الحوادث وغيرها، لذا لا بد من وضع ضوابط تمنعالنشر وتوجد طرقاً أكثر أماناً وحفظاً وبعداً عن الفتن. سيما ونحن في دولة آمنة ومؤمنة وقادة يحرصون على تنفيذ أحكام الشريعة وشعب كله وفاء وولاء وتآخ. حفظ الله الجميع بحفظه وجنبنا وإياكم كل مكروه.