يقول أبو فراس الحمداني:
سيذكرني قومي إذا جدّ جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
بعد رحلة مليئة بالآمال والآلام، ولازمها الكفاح والنجاح.انتقل إلى رحمة الله المربي الدكتور زامل بن محمد بن خالد الرشيد في يوم السبت 8/ 3/ 1445هـ.
فمن هو هذا الرجل؟ وأي رجل كان؟
أولاً: ولادته:
ولد في مدينة الرس في 25/ 12/ 1353هـ.
أبناؤه: محمد، عبدالرحمن، أحمد، وقد تمت وفاتهم -رحمهم الله -.
بناته: ثلاث بنات.
ثانياً: مسيرته الدراسية:
كان متفوقاً وموفقاً في دراسته، وله نفس تواقة وهو من خريجي الدفعة الأولى بالمدرسة السعودية الابتدائية في مدينة الرس عام 1367هـ، وواصل دراسته بدار التوحيد، والمعهد العلمي بالرياض.
وفي عام 1388هـ تعين معيداً في كلية الشريعة بمكة.
وفي عام 1390هـ- 1399هـ حصل على الابتعاث للدراسة بالخارج، ومارس التدريس والإدارة بالرس ومكة وجدة.
وفي عام 1401هـ انتقل للعمل في ديوان مجلس الوزراء والديوان الملكي، وترقى إلى المرتبة الخامسة عشرة.
وأحيل للتقاعد عام 1415هـ، ومدد له خمس سنوات.
ثالثاً: ابتلاؤه وآلامه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع).
وبنفس راضية و مطمئنة وبالصبر واجه ما يلي:
1- في عام 1380هـ توفي والده، وفي عام 1382هـ توفيت والدته.
2- توفي أولاده الثلاثة.
3- أمضى عدة سنوات وهو يراجع المستشفيات، وأجريت له عملية فقد بعدها الكلام، ولازم منزله عدة سنوات، وكان أمام هذا كله صابراً ومحتسباً.
رابعا: مزاياه وأخلاقه:
1- من واقع تعامله وبريق عينيه - أحسب - أنه -رحمه الله- كان يحمل قلباً سليماً وخلقاً عظيماً وعقلاً حكيماً.
2- كان ينزل الرجال منازلهم، وشجعني عند إعداد كتاب عن والدي- رحمه الله-، ودلني على صديق وزميل والدي في القضاء فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الرشيد، وعندما أزوره يطلب مني الجلوس بجواره، ويحاورني بالكتابة، وقال: إن سفير الرشيد الأستاذ عبدالله الصالح الرشيد كتب مقالاً وفياً عن الوالد وعن كتابه في جريدة الجزيرة، وهذا قمة الوفاء.
3- الخلق هم شهداء الله في الأرض، وقد ذكر لي الأستاذ عبدالله الصالح الرشيد بأن الفقيد - رحمه الله - كان يتميز بالوفاء والسخاء معاً.
أما جاره الشيخ عبدالله الدامغ فقد قال لي إنه جاور الفقيد حوالي عشرين سنة، ومع الوفاء والنقاء فإنه كان يتميز بعفة اللسان، وغض البصر، واحترام الجار.
وأمام هذه المزايا ورداً لجميله، وحتى لا ننساه فإن من حقوقه علينا الدعاء والاستغفار له.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك الموكل ولك بمثل ذلك).
ونسأل الله للفقيد الغالي ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات الرحمة والمغفرة.
** **
- صالح بن منصور الصالح الضلعان