رثاء في المرحوم الدكتور أحمد بن عمر بهاء الدين الأميري
أبكي أخي..كان طيفٌ منه يشجيني
وكان معروفُهُ في الودّ يُحييني
وكان كعبةَ أشواقٍ أطوفُ بها
وسدرةَ المنتهى في الأرض تؤويني
وكان ما شئتُ من صفوٍ أتوقُ له
ومن أثيرٍ جرتْ فيه شراييني
إنِ التقينا تساقينا خواطرنا
عفوَ المشاعرِ، من حينٍ إلى حينِ
وإن تناءتْ من الأبدانِ أمكنةٌ
فاضتْ من الروحِ أنسام البراهينِ
أخي البراءُ وهل غيرُ البراءِ أخٌ
مِن بَعدِ أهلِكَ: في دنيا وفي دِينِ
سمَتْ مشاعرُنا حتى كأنّ لنا
سرّاً من الغيبِ يُقصي لوثةَ الطّينِ
نمضي نحلّقُ في ذوقٍ وفي أدبٍ
وهاجسُ البعدِ يطويه ويطويني
حتى ألَمّتْ به آلامُهُ فمشتُ
خطايَ تحملُ منها ما يواسيني
أظلُّ أسألُ مَن تعنيهِ غربتُنا
عنه، ويوجعني ما كان يعنيني
وجاءني خبرٌ ما كنتُ أحسبني
يوماً سأقرؤهُ في سِفْرِ تكويني
مضى إلى ربِّه، فالشّملُ منصرمٌ
ورحمة الله تغنيه وتغنيني
إنّي أعزّي من الأحبابِ من عرفوا
فيه الوفاءَ، فمَن فيه يُعزّيني؟!
** **
- د. سعد عطية الغامدي