جواهر الدهيم - «الجزيرة»:
تشارك هيئة تطوير بوابة الدرعية بوصفها شريكًا للإرث في معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، وذلك في إطار جهودها لدعم المبادرات الثقافية والتعليمية في المملكة العربية السعودية، بما يتماشى مع إستراتيجية الهيئة ورؤية المملكة 2030؛ للإسهام في تعزيز الأنشطة الفكرية وتجويد المحتوى الثقافي، انطلاقًا من مكانة الدرعية التراثية والثقافية بكونها واحدةً من أهم المواقع التاريخية وأبرزها في المنطقة والعالم، والتي تزخر بكثير من الكنوز الثقافية والأدبية والفنية الفريدة منذ قرابة الـ 600 عام.
ويعدّ معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار «وجهة ملهمة»، الحدث الثقافي الأكبر على مستوى العالم العربي من حيث تنوع البرامج الثقافية والأنشطة التي تناسب مختلف الفئات العمرية، وتأتي شراكة «بوابة الدرعية» للمعرض ضمن مبادراتها وبرامجها المتعددة للتعريف بثقافة الدرعية ودورها الحضاري والتاريخي في نشر الفكر والوعي في وسط شبه الجزيرة العربية، ودورها البارز في تعزيز التبادل الثقافي والبحث العلمي، وهي إنجازات وجهود ظهرت جلية في اختيار الدرعية عاصمةً للثقافة العربية لعام 2030 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الأليسكو»؛ لما تمثله الدرعية من تاريخ وثقافة وإرث حضاري عريق لا يزال تأثيره حاضرًا حتى اليوم.كما دشنت الهيئة من خلال مشاركتها في المعرض كتابين من إصدارتها يتعلقان بالدرعية، جاء الكتاب الأول بعنوان: «جماليات مخطوطات الدرعية» ويحمل بين طياته صورًا حصرية لمخطوطات نادرة كُتبت في مدينة الدرعية، كما يحوي الكتاب نبذة عن النهضة العلمية في الدرعية إبّان القرن الثامن عشر الميلادي، وأبرز العلوم والمدارس التي ظهرت آنذاك، وهو مرجع يستفيد منه الباحثون والمهتمون في مجال المخطوطات وتاريخها، أما الكتاب الثاني الذي يحمل عنوان «الدرعية في الخرائط التاريخية» فهو ذو قيمة ثمينة من حيث كونه يوثق أكثر من 142 خريطة تاريخية قديمة عن الدرعية توثيقًا دقيقًا، وبعدة لغات عالمية، أهمها: الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية.
وتأتي هذه المشاركة لكون الدرعية موقعًا تاريخيًّا للالتقاء الثقافي والتبادل الفكري، وجزءًا لا يتجزأ من الحياة السياسية والثقافية والتجارية والاجتماعية في شبه الجزيرة العربية على مدى الـ 600 عام الماضية، ومقصدًا لكل من يتطلع إلى الاستزادة من العلم والمعرفة، وغايةً لكل متأمل وباحث، حيث ازدهر الشعر ورواية القصص وأنواع متعددة من الأدب والثقافة، وما زالت حتى وقتنا الحاضر جزءًا أساسيًّا من حياتنا اليومية، وتجسيدًا حقيقيًّا للهوية السعودية، لتصل ذروتها في عهد الدولة السعودية الأولى بوصفها مركزًا للتبادل الفكري ومقصدًا لطلاب العلم، سواء في المساجد أو في الكتاتيب.
وتمثل شراكة بوابة الدرعية لمعرض الرياض الدولي للكتاب امتدادًا لنهج الهيئة الراسخ في دعم المبادرات والفعاليات الثقافية والتعليمية في المملكة، إضافةً إلى أهمية الحضور الفاعل والدائم لثقافة الدرعية في مثل هذه الفعاليات الثقافية الكبرى، لإلهام الأجيال اللاحقة، وتعزيز الشعور بالفخر بالتراث الثقافي، وزيادة الوعي بتراث الدرعية وقصصها وثقافتها، ومدّ المزيد من جسور التواصل مع المثقفين والمهتمين بالتراث بوجه عام.