د. عيسى محمد العميري
لطالما تميزت العلاقات السعودية - الكويتية دائماً وأبداً بعد أن امتدت الروابط بين البلدين لفترات ماضية، تلك العلاقات التي أنشأها كل الحكام في البلدين الشقيقين ومن عمر طويل.. وما زالت تلك القيادات الرشيدة في البلدين تعمل على ترسيخها.. تلك العلاقات التي مرت بمحطات بارزة وحافلة بالخير والبركات، وأسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات سواء على مستوى البلدين أو من خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي، بما يحقق المصالحة المشتركة بينهما.. وتلك العلاقات الوطيدة منذ زمن بعيد والتي يربطها الكثير من الروابط بالعادات والتقاليد والتاريخ المشترك.. واستمرت تلك العلاقات مع مرور الزمن وأصبحت مثلاً يحتذى للعلاقات الأخوية بين الدول التي تجمعهما.. ولن نذهب بعيداً في سرد الوقائع والتاريخ في هذا الصدد سوى بما يحق لنا بل ويتوجب علينا أن نذكره ونشيد به في كل مناسبة وكل ذكرى.. تلك الواقعة هي وقوف المملكة العربية السعودية قلباً وقالباً مع شقيقتها الكويت إبان الغزو الصدامي الغاشم لدولة الكويت في تسعينات القرن الماضي.. وفتحت أبوابها وبيوتها للكويتيين في تلك المرحلة السوداوية من حياة الكويتيين، وأثبتت تلك الأزمة المعدن الأصلي لشعب وقيادة المملكة الشقيقة في عهد المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه.. ومن ناحية أخرى نقول إن اللجان المشتركة بين البلدين والتي تعزز جذور العلاقات التاريخية بين الأشقاء لها فضل كبير في تعزيز تلك العلاقات على جميع الصعد.. وعودة لجذور العلاقات التاريخية الثقافية بين السعودية والكويت الشقيقة إلى عمق التاريخ، وبنيت على العلاقات الاجتماعية بين شعبي البلدين، وازدادت هذه العلاقة مع تطور الثقافات والعلوم، فكانت دولة الكويت سباقة بين دول الخليج في حركات التعليم والفكر، حيث نشرت العلوم والثقافة ولم تبخل بتلك العصارة الأدبية والفكرية.
ومن ناحية أخرى نجد أن أواصر العلاقات المشتركة بين البلدين تتمثل في قطاع التعليم الذي يشهد تطوراً في جميع مراحله، وذلك لأن رغبة أبناء الشعبين في تحصيل العلم والمعرفة شاهد على ازدياد عدد المدارس والجامعات. فقد فتحت الجامعات الخاصة في المملكة مجالاً واسعاً أمام استقطاب الطلبة الكويتيين الذين وجدوا فيها بديلاً مناسباً عن الجهات الدراسية التي كانت تذهب بهم إلى بقاع أخرى من العالم، حيث تشهد أعدادهم في الجامعات الخاصة في الدولة تزايداً مستمراً، هذا إضافة إلى ما تشهده المعاهد والكليات والجامعات الكويتية من طلبة دولة السعودية. وهو الأمر الذي يعزز تلك العلاقات المشتركة بينهما. كما وتعتبر العلاقات الاقتصادية بين المملكة ودولة الكويت متينة للغاية، مصدرها عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين، والتي تمتد جذورها إلى الماضي البعيد قبل ظهور النفط والتي تطورت بعد اكتشافه. فتاريخ تلك العلاقات بين البلدين الشقيقين وما تتميز به من أخوة صادقة ورغبة قوية في تطوير التعاون الثنائي، لاسيما في المجالات الأخرى، يجعلنا نقف على أرض صلبة تمنحنا التفاؤل والفرص لتوطيد هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستوى طموحات القيادة الحكيمة في البلدين، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين، ورفع نسبة التبادل التجاري والاستفادة من جميع الفرص الاستثمارية المتاحة فيها عبر إقامة مشاريع تجارية واستثمارية مشتركة. ومن جانب آخر نوجه شكرنا العميق لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وإلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من خلال السير على منهاج الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفي جهودهم الحالية في ظل جائحة كورونا المستجد، وحرصهم على كل ما من شأنه راحة مواطنيهم وشعوبهم. كما أنه وتأكيدًا لعمق تلك العلاقات المشتركة وذلك خلال أزمة جائحة الكورونا فقد تجلى عمق تلك العلاقات من خلال التسهيلات الكبيرة التي قدمتها المملكة للطلاب الكويتيين العالقين فيها وسهلت إجلاؤهم بالتعاون مع وزارة الخارجية الكويتية عبر الجهود الكبيرة لمعالي الشيخ أحمد الناصر الصباح.. وجهود معالي الشيخ/ علي الخالد الصباح سفير دولة الكويت بالرياض بالشكر والتقدير على جهوده المبذولة في خدمة الطلاب الكويتيين في المملكة العربية السعودية وذلك أثناء جائحة كورونا وتقده الصفوف الأمامية في عمليات الإجلاء.
وجانب آخر يتجلى فيه مدى قوة ومتانة العلاقات يتمثل في استكمال إنتاج النفط المنطقة المقسومة بين البلدين بما يحقق الرخاء المشترك بينهما. والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي