د. عيسى محمد العميري
إن دبلوماسية القمم للحوار والوئام الدولية، والتي هي عنوان مقالنا يشكل قضية بالغة الأهمية في بناء العلاقات المتينة بين دول العالم أجمع، وتأتي تلك القمم والتي استهلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومن خلفه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد- حفظهم الله ورعاهم-، وهي الخطوة الرائدة في عالم الدبلوماسية والسياسة الدولية، وتؤسس لمرحلة انتقائية جديدة فهي تطال في آثارها الإيجابية جميع أنحاء المنطقة، وتمهد لبناء تعاط جديد في العلاقات بين الدول كما أسلفنا، وتعمل على تقليص المشاكل وأسباب الخلاف إلى أقل مستويات وتدرأ أي قضية خلافية قد تنشأ وتعمل على إيضاح الصورة كاملة بكل شفافية، وتزيل أسباب النفور وخلافها في الشعوب والأمم، كما إن دبلوماسية القمم ذلك المنهاج الجديد في العلاقات الدولية والتعاون بين الدول يسهم في تعزيز كل أسباب الوفاق ووضع الحروف على النقاط على الشكل الأمثل، وهي لاشك إحدى السمات البارزة في العلاقات الدولية والمعاصرة، وتؤسس لنظام عالمي جديد يسهم في الاعتماد المتبادل والمصلحة المشتركة، ومن ناحية أخرى نقول إن بوادر ثمار انتهاج دبلوماسية القمم التي اتبعتها المملكة العربية السعودية وأول ثمارها هو التقريب بين وجهات نظر بين الدول لطالما كانت علاقاتها متوترة مع بعضها، فأرست أمانا ولو بالحد الأدنى.
وبالنتيجة النهائية لذلك فإن وجود نسبة من الإيجابية هي خير من لا شيء وهو المفهوم الذي يجب أن يسود ومن ثم يمكن بالتالي الولوج إلى لب الخلاف وحله رويدا رويدا.
والإيمان بأن الحوار سبيل لا غنى عنه في خلاف مهما بلغت ذروته هو كنز مهم لأصحاب القرار في العالم هو بادرة طيبة وتخدم الانتقال لمراحل حوار جديدة وتبادل المصالح وهو أمر تقتضيه الحاجة في ظل الظروف الدولية الحالية للعالم والمتغيرة بين ليلة وضحاها.
إننا هنا من موقعنا نشد على أيدي القادة المخلصين من أمتنا في المملكة العربية السعودية ومن دول الشرق الأوسط والخليج العربي أن يتم تكثيف القمم الهادفة البناءة والتي تعمل لما فيه خير للبلاد والعباد. وبوركت جهود ولي عهد خادم الحرمين الأمير محمد بن سلمان وسدد الله خطاه. ووفقه لخير شعبه وأمته والعالم بأجمعه.
**
- كاتب كويتي