المبادرات الإنسانية من المملكة العربية السعودية في الداخل والخارج أصبحت سمة لازمة لهذا البلد المبارك وحينما يذكر الخير منها ومن قيادتها الرشيدة ومن شعبها الطيب فإن الأمر لايستغرب لأنه مألوف لدى الجميع؛ فهو وطن لاتغيب شمسه، ولاينضب خيره وعطاؤه، يزرع السعادة وينثر الابتسامة ويفرّج الكرب ويعين على نوائب الدهر في مشارق الأرض ومغاربها مع الأفراد والشعوب والدول دون تمييز.
ومن أمثلة ذلك عمليات فصل التوأم السيامي في بلادنا والتي بدأت منذ مايزيد على ثلاثة عقود ولاتزال تجرى في كل وقت دون تحمل المرضى وذويهم أي تكاليف بل يتم نقلهم ومن معهم بطائرات الإخلاء الطبي ويبقون عدة أشهر وهم محفولون ومكفولون من حكومة المملكة العربية السعودية وإذا تطلب الأمر مراجعتهم لاحقاً فيتم لهم ذلك بكل رحابة وتكريم وبضيافة متكاملة.
وقد بعث لي أحد الإخوة مشهداً لأخ يمني وباكستاني يعملان في مشروع غرب الحمدانية بجدة فسقط الباكستاني وطلبوا الإسعاف ولأن الطريق مزحوم جاءهم الإسعاف الجوي لإنقاذ المصاب في أسرع وقت.
وفي المشهد كان الأخ اليمني مصدوماً وغير مصدق أن يتم تحريك طائرة من أجل إسعاف عامل مقيم على أراضيها لأن بعض الدول لايجد الاهتمام والعناية إلا التاجر أو المسؤول أوصاحب النفوذ لكن المملكة غير فهي تسخر كل إمكانياتها من أجل سلامة الإنسان. وقد قلت للمرسل هذه هي مملكة الإنسانية ففريق الإخلاء الطبي السعودي يذهب للدول الشقيقة والصديقة ليحضر المرضى ويتم علاجهم على نفقة المملكة وآخراً وليس أخيراً، حينما شاهدنا فريق الإخلاء الطبي السعودي حاملاً التوأم السيامي التنزاني، لنقله من تنزانيا إلى المملكة العربية السعودية، وهنا تتجلى الروح الإنسانية وهي عنوان لبلادنا.
والكوارث والنكبات التي تصيب بلدان العالم وشعوبها من زلازل وفيضانات وأعاصير وحروب تجد المملكة سباقة في الإنجاد والإغاثة والدعم بالغذاء والكساء والدواء والمال وإعادة التعمير.
وما أزمة كورونا وكوفيد ببعيد فقد عالجت المملكة وحصنت المواطن والمقيم على حدٍّ سواء ونقلت رعايها من سائر الدول وأمنت لهم الحماية والرعاية ولم تتوانَّ في دعم الدول باللقاحات والأكسجين بل ودعم منظمة الصحة العالمية للتخفيف من تداعيات الأزمة. هذه بلادنا كانت ولازالت في طليعة الدول التي تؤكد بالإحسان لا باللسان والبيان حقوق الإنسان فترعاه وتسهر على راحته أياً كان، فحري بنا وبكل مسلم وعربي وصديق أن يفخر بمملكة التميز والتفرد.