د.ولاء بنت صالح اللهيبي
يلعب المسرح المدرسي دوراً مهماً في التربية وهناك حاجة لزيادة الارتقاء بهذا الدور ليصل إلى جميع المنتسبين للتعليم وأولياء الأمور فيوجد بعض خريجي الجامعة لم يمر بتجربته سواء مشاركة أو مشاهدة أثناء الدراسة.
أنا أجهل تماماً أسباب عدم تفعيل المسرح المدرسي بالصورة المطلوبة واستغلال أثره التربوي ولكنني على يقين بأن هذا الأثر له شأن عظيم في غرس المفاهيم النبيلة لدى الأجيال الناشئة.
كما أنه يوجد كم هائل من الدراسات التي تؤكد على أهمية المسرح المدرسي التربوي وهذا لا يختلف عليه أحد فقد ذكرت في كتابي (السايكودراما، الإعاقة العقلية تطبيقات تربوية) عن أثر التمثيل النفسي المسرحي في الارتقاء بالمهارات الانفعالية لدى الأطفال ذوي الإعاقة العقلية وذلك بناء على دراسات تطبيقية مثبتة بالدليل والبرهان العلمي فإذا كان إشراك الأطفال ذوي الإعاقة بالتمثيل المسرحي يحسن بعض المهارات الانفعالية لديهم فلا شك أن له بالغ الأثر في مجالات كثيرة على بقية الأطفال.
شاهدت مقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي تشيد بمعلمين متميزين وبأسلوب عرضهم للدرس عن طريق التمثيل وتبادل الأدوار وإنشاد نصوص المنهج وذلك يعتبر اجتهاداً يشكرون عليه فما يقومون به هو نموذج بسيط لمسرحية المنهج.
وتتبنى هيئة المسرح والفنون الأدائية مبادرة المسرح المدرسي بوعد لتدريب عدد من المعلمين والمعلمات ليكونوا مشرفين للنشاط المسرحي في التعليم العام وإدراج التخصصات المسرحية ضمن برامج التعليم العالي وذلك خلال ثلاث سنوات قادمة بالشراكة مع وزارة التعليم.
هذه الخطوة بادرة من شأنها النهوض بالمسرح المدرسي وقد يحتاج إنعاش المسرح المدرسي إلى التركيز على الأهداف التربوية للوصول إلى النتائج التي تتناسب مع سياسات التعليم وبعد اكتمال بناء عناصر المسرح المدرسي ونجاحه بشكلٍ كامل يمكنه أن يخدم توجهات هيئة المسرح في تحقيق أهدافها التي أعلنت عنها.
حيث إن نجاح مسرح الطفل والمسرح المدرسي في رسالته التربوية والمحافظة على استمرارية عطائه يوفر بيئة خصبة لاكتشاف المواهب ويعزز من الوعي لدى أولياء الأمور عن دور المسرح التربوي فتعتبر هذه الخطوة الأهم لكي يصبح (أبو الفنون) أحد مكونات الثقافة الوطنية.