كيف أتحدث وكيف أكتب عن نورة العزيزة الغالية الحنون ومهما وضعت من ألقاب أو وصفتها فلن أستطيع أن أغطيها أو أعطيها حقها الذي تستحقه طوال السنوات التي عشتها معها فهي أختي الغالية الحنون وسيدتي في كل مراحل ومقاطع عمري في دراساتي وفي عملي وأعمالي وفي حياتي العائلية والخاصة وصديقتي الوفية وجارتي في سكننا، فهي دائماً حولي وقريبة مني، هي حياتي.
فقدانها صعب وخسارة جسيمة كفقدان والدتنا حصة صالح الراجحي - الله يغفر لهما ويرحمهما رحمة واسعة.
نورة كانت قريبة جداً من الوالدة كونها أول مولودة، وأخذت عاداتها وأصبحت تخطو خطاها ولذا كرَّست نفسها بالاهتمام بنا وساعدت الوالدة على تربيتنا، علماً بأنه لا فرق بالسن بيننا، فهي تكبرني بست سنوات وأنا الرابع بعد أختي لولو وأختي عزيزة. لم يتوقف حال نورة عند أخيها وأخواتها، بل استمرت في عواطفها وحنانها مع ابنتيها لمياء ونجلاء ابنتي حبيبنا الغالي صالح عبد الله النعيم -الله يغفر له ويرحمه رحمه واسعة-، وهكذا مع أبنائنا وأبناء ابنتيها ومن ثم أحفادنا وهؤلاء لا يعرفونها باسم عمة أو خالة نورة وإنما يسمونها ماما نورة.
الحديث عن نورة الإنسانة لا ينتهي، فهي نور العين الحبيبة الحنون.
لن أتحدث عن مسيرتها التعليمية والعملية، فقد تحدث عنها والدنا الغالي عبد الله العلي النعيم وأخي وزميلي الأستاذ الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي وغيرهما بعدة مناسبات ومقالات، ولكن سوف أذكر بعضاً مما قامت به، فهي محبة للخير وتعشق العمل التطوعي وازدادت محبة بالأعمال الخيرية والتطوعية لمتابعتها للأعمال الخيرية التي قام ويقوم بها والدنا الغالي عبد الله العلي النعيم أطال الله في عمره.
وكأستاذة في التاريخ القديم ومتخصصة في تاريخ جنوب الجزيرة العربية وخاصة تاريخ اليمن قبل الإسلام، فقد انخرطت نورة في عضوية جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي، تشارك باستمرار في مؤتمرات وندوات الجمعية السنوية، وهي من الداعمين لهذه الجمعية معنوياً ومادياً وأسست جائزة باسم والدنا لخدمة تاريخ الجزيرة العربية، كما انخرطت في عضوية اتحاد المؤرِّخين العرب بالقاهرة، وأيضاً هي داعمة لهذا الاتحاد معنوياً ومادياً.
وكانت صاحبة الفكرة والمبادرة في تأسيس جائزة أخرى باسم والدنا -أطال الله في عمره- والتي تمنح سنوياً للفائزين بالبحوث التي تخدم تاريخ الوطن العربي وحضاراته.
عندما توفي زوجها -رحمه الله- أقامت هي وابنتاها لمياء ونجلاء مدرسة متكاملة تحمل اسم المرحوم صالح بمدينة عنيزة بالمملكة العربية السعودية. ولم تنس نورة عندما كانت وزوجها -رحمة الله عليهما- يمارسان رياضة المشي صباح كل يوم خلال الإجازات الصيفية سنوياً بمدينة برستول البريطانية وفي حديقة كبيرة بجانب سكنهما الصيفي، وبعد وفاته عملت كرسياً كبيراً يحمل اسمه، وعلى موقع الممشى في هذه الحديقة كذكرى لها وأفراد عائلتها، وهذا الكرسي وإن كان رمزياً إلا أنه وفي موقعه هذا يعني لها الكثير والكثير.
وعملت كثيراً من الأعمال الخيرية باسم والدتنا حصة في مواقع متفرِّقة داخل المملكة وخارجها.
رحم الله أختي العزيزة الوفية الكريمة الغالية نورة وأسكنها فسيح جناته.
عزائي لوالدي عبدالله وأخواتي لولو، عزيزة، مها، هنا، ومنال، وابنتيها لمياء ونجلاء وزوجتي ليلى العمير، وأبنائنا وبناتنا، وأسرة النعيم. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، ولله ما أخذ وله ما أعطى.
** **
- علي بن عبدالله النعيم