الوالدان هما السبب بعد الله في إنجاب الأولاد ذكوراً وإناثاً ثم ينزلون من بطون أمهاتهم لا يعرفون شيئاً بعد حمل تسعة أشهر ثم حولين للرضاعة ثم يدخل الطفل أو الطفلة في مرحلة الطفولة المبكرة حتى سن السادس ثم الطفولة المتأخرة حتى مرحلة المراهقة (15 - 18 سنة) فمرحلة الشباب، وهكذا تسير مرحلة النمو حتى الرجولة وكل هذه المرحلة برعاية الله سبحانه وتعالى ثم رعاية الوالدين عندها يعيش هذا الشاب أو الشابة واحداً أو أكثر تحت مظلة الأسرة يحمل صفاتها وموروثها الشعبي ومن ثم ينزل إلى ساحة المجتمع ويتعامل مع أفراده يأخذ ويعطي معهم سلباً أو إيجاباً في بعض المواقف وقد ينقل بعضها أثناء تعامله مع والديه.
وكان أفراد الأسرة في السابق يحسبون حساب كل كلمة أو سلوك يتعاملون به مع الوالدين التوجيه وهذا توجيه رباني من الله سبحانه وتعالى أثناء التعامل مع الوالدين {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا...} الآية، لذا يجب على أفراد الأسرة عدم التأفف أثناء الكلام مع والديهم ومطلوب تقديم الاحترام والخضوع لهما {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ...} الآية، لأنهما ربياني صغيراً حتى كبرت تسهر الأم وأنت تنام تشبع والأم والأب جوعانان، تقوم أمك بتنظيفك (من القاذورات) التي يشمئز منها كل إنسان ترحمك وتعطف عليك ولا يهدأ لها بال وأنت تعاني من عارض صحي حتى تشفى ويطمئن قلبها.
فما بالنا مع ذلك كله وخاصة في هذه الأيام الأخيرة البعض منا يبادر بالنفور وسوء الكلمة أثناء تعامله مع والديه بحيث لا يضع بينه وبين والديه فاصل وخط لا يتعداه إلا بكل احترام وتقدير لا بالكلمة أو السلوك أو التلفظ بألفاظ بذيئة فنشاهد بعض الأحيان أو الوقت في تجمع أسري كبير أو صغير أن هناك لهجة تنم عن عدم الاحترام من بعض الأشخاص تجاه والديهما وقد يرفع البعض منهم صوته ويديه في وجه والديه سواء كان ولداً أو بنتاً، ألا يعلمون ويدركون أن الله أوصى الإنسان {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا..} (الآيه 23 سورة الإسراء)، {بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا}، وأن يدعو لهما (بالرحمة كما ربياه صغيراً) وأن يعاملهما بالإحسان والرعاية وبالمعروف حتى ولو كانا (مشركين)، فحق الوالدين عظيم وليس لهما إلا الجنة فمهما قدمنا لهم من البر والرعاية والتضحية وصلة الرحم لن نلحق ونوفي لهما جزاءهما.
اللهم ارحم آباءنا وأمهاتنا وأموات المسلمين وأسكنهم الجنة إن شاء الله واعتقهم من نار جهنم إنك على كل شيء قدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.