من الطبيعي أن يتذكر الإنسان من له السبق في تشييد أي صرح من الصروح، أو أي بناء من البنايات خاصة وإن كان هذا الصرح عظيماً مهيباً، سواء أُدرك صاحب البناء أو لم يُدرك؛ ولهذا يتذكر الهلاليون من أسس هذا الكيان العريق، الذي ملأ الأسماع والعيون بمنجزاته وتاريخه، فكان هلالاً في سماء البطولات، وأسداً في الملاعب حين اللقاءات، وطيراً يخفق جناحاه في المنصات.
فهو الكيان العالمي المقارع في المحافل العالمية، الذي قدم لاعبيه عبر بوابة المنتخب فكانوا أكثر من شارك بكافة المنجزات، وهو الرابع على العالم بإحدى السنوات، وكذلك قدم لاعبيه في المنتخب ليكونوا هرماً في البطولات القارية التي حققها المنتخب، وهو من تزعم عرش أكبر قارة على الكرة الأرضية بواقع سبع بطولات، يصعب على من دونه أن يكون مثله.
فتذكّر الهلاليون للمؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد أمر بديهي، فلولا الله ثم هذا المؤسس لما كانوا كذلك البتة، وفوق هذا البناء العريق إلا أنه رسم عقلية هلالية جيدة، استدعت -هذه العقلية للجماهير- كل هذه المنجزات، وكذلك الأمر في العقلية الإدارية، التي بقيت لسنوات طوال تسير وفق خطط متقنة، واستدعت -العقلية الجماهيرية والعقلية الإدارية- وجود لاعبين يعرفون قيم هذا النادي العريق تمام المعرفة؛ فاللاعبون يعلمون جيداً ماهو المطلوب منهم، ويعلمون جيداً أن الجمهور ليس أكبر طموحه توقيع صفقة، واستئجار ملعب، وتعثر الخصوم، ومراقبة الخصم في كل مكان وزمان؛ فكان الهلال كياناً عظيماً لا يقارعه أحد في الداخل ولا على مستوى القارة!
فرحم الله الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي أسس هذا الكيان العملاق، الذي أسعد جماهيره؛ فذكراك حاضرة في كل وقت وفي كل سعادة يسعد بها المشجع الهلالي، وفي كل بطولة يحققها الفريق العريق.
** **
- عبدالله البكر