كان محبوباً لدى الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه - ترجم له صاحب علماء نجد خلال ثمانية قرون، صُلي عليه في الجامع الكبير بالرياض، وقد أمَّ جموع المصلين الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- ودفن في مقبرة العود.
قال عنه ابن عدوان: كان عالماً فاضلاً وهو العالم الوحيد الذي يتلو القرآن متقيداً بأحكام التجويد في ذلك الزمن. وقيل عنه أيضاً: كان فرضياً شهيراً، وَلي الشيخ علي بن داود القضاء في تربة، ويعتبر خطّه معتبراً في مجلس العقد بحريملاء من واقع العديد من الوثائق التي اطلعتُ عليها (1)، كان إماماً لمسجد الشهواني بحريملاء. ترجم له غير واحد (2)، وسنورد ما قاله الشيخ الأديب عبدالعزيز الخريِّف -حفظه الله- عن المترجم فمن جملة ما قال:... وفي شهر رمضان لعام 1361هـ نقل إلى مدينة الرياض مرشداً ومعلماً ومفتياً وإماماً لجامع الغراوية في شارع السويلم ودرس على يديه عددٌ كبيرٌ من طلبة العلم، وله بعض مؤلفات تتلخص في تعليقات ورسائل مهمة وفتاوى لأسئلة طُرحت عليه سُئل عنها في الحرم المكي وفي بلدة تربة ... (3). أقول: ويوجد له العديد من الوثائق المرسلة إليه من الملك عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه - ومن الإمام عبدالرحمن الفيصل ومن الملك سعود، وإحداها من الملك عبدالعزيز - على سبيل المثال - تنص على الآتي: بخصوص علي بن داود راعي حريملاء يتوجه مع جفران الفغم مطوع لهم (4)، وتوجد وثائق أخرى تجسّد روح الأبوة بين الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- ورجاله، ومن رجاله وأحبائه الشيخ علي بن داود فقد وجهه الملك لإحدى البوادي بقوله: ما لهم استقامة إلا بالله ثم بك، وكذلك توجد وثيقة أخرى موجه لعلي بن داود بعد معركة السبلة تتضمن الجهود الدعوية المبذولة التي حدثت قبل المعركة على يد الشيخ عبدالله العنقري والشيخ أبو حبيب (5) بأمر من الملك، وهذا من عدل الملك -طيَّب الله ثراه- وميله للعفو والمسامحة الذي ورثه من آبائه وأجداده وورثه أبناؤه من بعده. ونرفق لكم في هذا المقال وثيقة موجهة من الملك إلى علي بن داود بصورة عاجلة في عام 1353هـ بالخروج من حريملاء والذهاب إلى الدرعية إماماً للجمعة والجماعة (انظروا الوثيقة مرفقة)، يروي ابن حفيدة المترجم الشيخ عبدالله بن أحمد بن صالح المرشد أن علي الداود في آخر أيامه وقبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى لم ينفك عن قراءة القرآن رغم شيخوخته وطعنه في السن. من أشهر تلاميذه قاضي حريملاء وقاضي الرياض في وقته الشيخ/ إبراهيم بن سليمان الراشد -رحمه الله -. وفي الختام: هذه عجالة لضيق المساحة عن الشيخ العالم الفرضي الشهير علي بن إبراهيم الداود -رحمه الله- أحد أعلام زمان القرن الرابع عشر الهجري. (6).
... ... ... ...
المراجع من الكتب والوثائق:
1- حريملاء في عيون الوثائق، ص95-97، وفيه تحقيق لما ورد عنه في علماء نجد للبسّام 5/185
2- التعليم في حريملاء لإبراهيم السليم ص 61 - 62
3- فقد ورثاء، ج3، لعبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف.
4- وثيقة محفوظة بدارة الملك عبدالعزيز، برقم سجل: 7187، وثيقة رقم: 33 .
5- هو الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري صدر الأمر من جلالة الملك عبدالعزيز بتعميده في بلدة الرين للفتيا والتعليم والقضاء.
6- زوّدنا بوثائق المترجم مشكوراً حفيده الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم بن علي الداود وابنه علي بن عبدالعزيز الداود.
** **
- بقلم/ الفقير إلى عفو ربه: فهد بن سعد الدهمش