«الجزيرة» - عبدالعزيز محمد:
من الصعب والنادر أن تجد بطل هوليوود المخضرم روبيرت دي نيرو «مبتسما»، بل إنه في أغلب أفلامه يختار شخصية الجاد الممتلئ بالغضب عن شيء ما. تشمل طريقة دي نيرو المميزة في التمثيل توظيف أي تكتيك متطرف يشعر أنه ضروري لاستجرار أفضل أداء من الأشخاص العاملين معه، فأثناء تصوير «ملك الكوميديا»، عمد إلى إطلاق كيل من الشتائم المعادية للسامية على زميله جيري لويس لزيادة غضب الشخصية التي يمثلها وجعله أكثر واقعية، وقد أدت هذه التقنية غرضها، إذ يقول لويس متذكراً «نسيت وجود الكاميرات.. كنت أريد خنق بوبي».
هذا الممثل الذي كان يتنمّر عليه أصحابه في مدرسة ليتل ريد الابتدائية ويلقبونه بـbobby milk بسبب جسمه النحيف وملامحه الناعمة، اضطرت والدته لتدخله مدرسة الموسيقى والفنون الثانوية بولاية نيويورك، ما لبث أن طرد منها وهو في عمر الثالثة عشرة، وحينما بلغ الـ18 سافر إلى باريس.
درس دي نيرو مع ستيلا آدلر، التي علمته تقنيات نظام ستانيسلافسكي، وشجعته هذه التقنيات على اكتشاف المزيد من النواحي الداخلية والخارجية، ليستطيع استيعاب الشخصية التي يمثل دورها بشكل كامل.
يثنى عليه لالتزامه بأدواره؛ فقد زاد وزنه 27 كغ وتعلم كيفية الملاكمة لدوره كجيك لامولتا في فيلم Raging Bull، ونحت أسنانه لدوره في Cape Fear، وعاش في صقلية لدوره في The Godfather الجزء الثاني، وعمل كسائق سيارة أجرة لبضعة أسابيع من أجل دوره في Taxi Driver، وتعلم العزف على الساكسوفون لدوره في New York, New York، وقد زاد وزنه من جديد ليمثل دور آل كابوني في فيلم The Untouchables.
حصل دي نيرو على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل لدوره في فيلم Raging Bull، علاوة على جائزة أفضل ممثل مساعد في فيلم The Godfather الجزء الثاني، ويعد دي نيرو ومارلون براندو الممثلين الوحيدين الذين حصلا على جوائز أكاديمية لتأدية نفس الشخصية في الأفلام، وقد ترشح لجائزة الأوسكار 6 مرات.