تمثل الدرعية التاريخية المعلم التاريخي والتراثي الأهم والأبرز في المملكة لارتباطه بملحمة تأسيس هذا الكيان وقوته، ولما تشهده الدرعية التاريخية حاليًا من مشاريع ضخمة باهتمام ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- ومتابعة ودعم كبيرَيْن من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ لتكون إحدى أهم وأبرز الوجهات التراثية على مستوى العالم.
وتقف الدرعية التاريخية بمبانيها وقصورها التاريخية الجميلة لتمثل شاهدًا على تاريخ المملكة، وجمال عمارتها التراثية، ولتمثل نتاجًا لجهود الدولة في حماية هذا الموقع التاريخي المهم.
وتحمل المسيرة الطويلة لإنقاذ الدرعية من الاندثار وحمايتها، ومن ثم تأهيلها وترميمها، فصولاً من المبادرات والقصص والمواقف، ووقفة اهتمام وعناية خاصة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-.
وفي ذاكرة التراث لهذا الموقع الوطني المهم قصص لبدايات الاهتمام بالدرعية التاريخية، ومواقف لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز مؤسس ورئيس جمعية التراث الخيرية، منها القصة التي رواها سموه في أحد لقاءاته حيث قال: «كنت في حوار مع سيدي الملك سلمان -حفظه الله- أمير الرياض وقتها، ونحن في السيارة متجهون إلى مناسبة في منزل أمير الدرعية (المحافظ) الشيخ محمد الباهلي -رحمه الله- في عام 1416هـ بحضور عدد من أهالي وأعيان الدرعية، فذكّرته -يحفظه الله- بطموحاته التي سمعتها منه باستعادة الطريف والدرعية دورها التاريخي الرمزي على المستوى الوطني، وعمله الدؤوب خلال السنوات التي سبقت ذلك من أجل تحقيق هذا الهدف، فتفاعل -أيده الله- مع ذلك الحديث، وكلفني برئاسة لجنة لدراسة تطوير الدرعية التاريخية في عام 1417هـ، اشترك في عضويتها كل من رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ووكيل وزارة المعارف المساعد للآثار (آنذاك)، ورئيس بلدية الدرعية. تلا ذلك زيارات متعددة، قام بها - حفظه الله- للموقع خلال الأعوام التالية، حتى تشكيل لجنة عليا لتطوير الدرعية بالأمر السامي رقم 528-م وتاريخ 17-6-1419هـ برئاسة أمير الرياض آنذاك الأمير سلمان بن عبدالعزيز، عملت على تنفيذ مشروع متكامل في إطار برنامج لإحياء الدرعية التاريخية، يهدف إلى استعادة التاريخ وإخراجه من بطون الكتب إلى (معايشة الواقع). وهذه الخطوة كانت تتطلب نقلة نوعية في التعامل مع هذا الرمز الوطني المهم، والمواقع التاريخية المرتبطة بتاريخ بلادنا العريق، ووحدتنا الوطنية المباركة، والمنتشرة في شتى أصقاع بلادنا الشاسعة».
وتابع سموه عمله واهتمامه بالدرعية التاريخية من خلال رئاسته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سابقًا، وعضويته في اللجنة العليا لتطوير الدرعية، وما شهدته من مشاريع وجهود مستمرة خلال السنوات السابقة.
وقد انطلق العمل الحكومي المشترك من جهات عدة، أبرزها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (الهيئة الملكية لمدينة الرياض حاليا)، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (وزارة السياحة حاليًا)، للحفاظ على هذا المعلم التاريخي، وتنفيذ مشاريع للترميم والتطوير؛ لتتوج تلك الجهود بتأسيس هيئة تطوير بوابة الدرعية التي يرأس مجلس إدارتها ويدعم ويتابع أعمالها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، حيث تشرف الهيئة على تطوير الدرعية وتنميتها اقتصادياً ومجتمعياً، بالتعاون مع الجهات المعنية، حيث قام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بتدشين بوابة الدرعية، بحضور سمو ولي العهد؛ لتكون وجهة سياحية عالمية، تركّز على الثقافة والتراث، وتُبرز الخصائص التاريخية والعمرانية والبيئية للدرعية، كواحدة من الوجهات العالمية الأولى في المنطقة لاحتضان أنشطة تبادل المعرفة التاريخية، والثقافية، والفنية.