إخبار إدارة الشركة بالاختلاسات التي تحصل فيها
* أعمل في أحد الأقسام في شركةٍ كبيرةٍ، ويحصل في هذا القسم بعض الاختلاسات، فهل إخباري إدارة الشركة يعتبر من التحريش وقطع أرزاق الناس؟ وكيف أتصرف لمنع مثل هذه الممارسات؟
- هذا مِن تغيير المنكر المقدور عليه؛ فيُخبر المسؤول في الشركة، وأن هناك من يَختلس ويَغل بعض الأموال «من استعملناه على عمل فليأتنا بقليله وكثيره» [السنن الكبرى للبيهقي: 13350]، فلا يجوز اختلاس الأموال ولو قلَّت؛ فعليه أن يُخبر مدير الشركة أو المسؤول عنها لمنع هذه الممارسات؛ لأنه منكَر تجب إزالته، ويبدأ بالمعنيين بهذا الاختلاس ممن يزاولونه، فينصحهم ويخوفهم بالله، ويحثهم على ردِّ ما أخذوه، فإن استجابوا وإلا يرفع أمرهم إلى المسؤول؛ ليلقوا جزاءهم، وإلا لو تواطأنا على السكوت وقلنا: (إن هذا قطع لأرزاق الناس) عثا الفساد في وسط المجتمعات الإسلامية؛ فالإنكار واجب ومطلوب، والتغيير مقدور عليه.
* * *
اهتمام المعلّم بالجانب الإيماني والأخلاقي أكثر من الاهتمام بالمنهج المقرر
* أعاني في تعليمي للطلاب مِن تدني الحالة الخلُقية لبعض طلابي، مما يشعرني لحاجتهم إلى تقويم السلوك، وتعزيز جانب التربية، خاصة التربية الإيمانية، والخوف من الله -عز وجل- أكثر من حاجاتهم إلى مفردات المقرر، فأندفع على إثر ذلك لغرس القيم أكثر من شرح الدروس، وهي دروس مقررة، فهل في عملي هذا مراعاة للمصلحة، وتقديم للأولويات؟ وهل أكون بهذا العمل قد برئت ذمتي؟
- لا شك أنك محتسب، ولا شك أن تعليم الطلاب أمور دينهم وما يحتاجون إليه في حياتهم من أمور الدين والدنيا أمر مطلوب، وهو من أهداف التعليم، فمن أهدافه الاهتمام بشأن الدين الذي تنبثق منه جميع الأعمال؛ لتكون صالحة مستقيمة على الجادة، فيُرَبَّى الناشئة على الدين والقيم والأخلاق الإسلامية، ويُعلَّمون ما يحتاجون إليه من مفردات المقررات، فلا يُخِل بالمقرر الذي هو الأصل، ومع ذلك يَحرص على تعليمهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ويُسدِّد ويُقارِب ويُوازِن بين هذه المصالح، فلا يُفرط في المقرر الذي هو الأصل في العملية التربوية، ومِن أجلها وُضعتْ هذه المقررات، ومِن أجلها وُجد هذا المدرس؛ ليدرس هذه المقررات، لكن مع ذلك يهتم اهتمامًا كبيرًا بأخلاق الطلاب وبدينهم، ويُربيهم على المنهج والسلوك الإسلامي، وعلى منهج النبوة.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-