يستعرض الدكتور جمال بن سند السويدي، في إصداره «أحداث غيرت التاريخ»، الذي صدرت طبعته الأولى قبل عامين، العديد من القضايا المهمة في مجال استقراء عدد من الأحداث التي غيرت تاريخياً في سياقات معينة، تبعاً لمآلات تلك الأحداث على عدة مستويات مختلفة، التي عرض المؤلف منها في كتابه حركة الكشوف الجغرافية بوصفها إرهاصات العولمة الأولى، ومنها إلى حرب الثلاثين عاماً (1618 - 1648)، مستقرئاً بعد ذلك الثورة الصناعية نتيجة لما أحدثته هذه الثورة في المجتمعات حول العالم على مستويي القطب الإنتاج، والأبعاد التسويقية، والأقطاب الاستهلاكية تبعاً لمتغيرات الثورة الصناعية، لما أفرزته بعد ذلك من ظواهر سياسة واقتصادية واجتماعية استطاعت من خلالها هذه الثورة إعادة هندسة المجتمع العالمي.
كما استعرض السويدي في كتابه معاهدة فيينا عام 1815م، واصفاً التحولات العالمية التي ارتبطت باكتشاف النفط، الذي غير خريطة العالم الاقتصادية، ومنها إلى الحرب العالمية الثانية، واختراع القنبلة النووية، مستقرئاً في سياق هذه الأحداث النكبة الفلسطينية 1948م، وقرارات ترامب حول القدس التي وصفها بالضربة لعملية السلام، ومنها إلى إنشاء السد العالي، بوصفها صفحة استجدت في كتاب الإدارة العربية، متوقفاً االسويدي عند قيام اتحاد الإمارات الذي ربطه بالدروس العالمية في هذا المجال بوصفه أنموذجاً يستحق الوقوف والتأمل والتفكير في علاقته بمنظومة التغيير خليجياً وعربياً وعالمياً.. تلاه جملة من الأحداث التي غيرت التاريخ، التي اختتمها السويدي بموضوع عنوانه: «التغيير.. الاستجابة أو الفناء».