ما أجمل الطموح والعزيمة حين يستندان إلى ثقافة فكرية وعملية. عناصر ما اجتمعت في شخص إلا كان له إبداعات يتجلى فيها العطاء بصورة تجعله في مصاف الكبار.
تذكرت هذه المعاني وأنا أتصفح كتاب الأستاذ محمد بن عبدالله العمر المعنون بـ(رؤى وطنية). مجموعة مقالات نشرها الكاتب في الصحف السعودية، جمعت بين الخبرة والمعرفة في المجالات التي تناولها بقلمه الرشيق وعباراته الجميلة وصراحته المعهودة.. فبحكم الوظائف التي شغلها، وآخرها مدير عام لإحدى الغرف التجارية، اطلع على الكثير من النشاطات والتعاملات وأنظمة الشركات.
وتجلت هذه الخلفية في الكثير من صفحات الكتاب الذي يتكون من 295 صفحة، بدأها الكاتب بمقدمة، جاء فيها: «خلال مراحل الحياة العملية لا بد أن يتبادر إلى ذهن الإنسان بعض الأفكار والآراء والملاحظات من إيجابيات وسلبيات، مصادفة أحيانًا من خلال مشاهدة موقف، أو سماع خبر مرئي أو مقروء، أو من خلال مجلس اجتماعي أو غيره».
الكتاب يحوي الكثير من المعلومات التي تثري الساحة الثقافية، ويعد مرجعًا للباحثين والمؤرخين؛ كونها - أعني تلك المقالات - دُونت في حقبة زمنية، مر بها الوطن، شهدت الكثير من الحراك الاقتصادي والمجتمعي؛ فهي من التنوع بمكان لتصبح منهلاً معرفيًّا في متناول الجميع، قراء وباحثين.