«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
يتفق كل الهلاليين على شخصية وعمل الرئيس الهلالي الأستاذ فهد بن نافل، بل يتفق غالبية الوسط الرياضي على نجاح ابن نافل في إدارة أكبر أندية آسيا، والمطالب دائماً بارتقاء منصات الذهب كـ»طل»، وهذا مما يجعل الحمل ثقيلاً على أي شخصية تستلم زمام الأمور في نادي الهلال، فهناك رؤساء لم يعرفوا كيفية التعامل مع هذا النادي، وبعضهم لم يتحمل الضغوط التي تأتي للنادي من كل حدب وصوب في حال اختلال التوازن، إلا أن فهد بن نافل حقق حتى الآن نجاحات جعلته يحتل مكانة كبيرة في قلوب عشاق البيت الهلالي وخاصة أنه جاء بعد مرحلة كانت سيئة بالنسبة للجمهور الهلالي، إذ خرج من عدة بطولات، ومن موسم خالي الوفاض، وهذا الأمر يصّعب المهمة على أي رئيس، إلا أن فهد بن نافل استطاع تجاوز تلك المرحلة باتقان.
نجاحات ابن نافل كانت على أرض المستطيل الأخضر وخارجه، ففي الميدان استطاع فريق الهلال تحقيق لقب دوري أبطال آسيا بعد غياب استمر 18 سنة، وكان حلماً يراود كل الهلاليين، ولعب فريقه في كأس العالم للأندية، وشرّف الوطن في ذلك المحفل، ليعود محلياً ويحقق لقب «الدوري الاستثنائي» لقب دوري الأمير محمد بن سلمان، وهذا الجمع ما بين البطولتين كان صعباً على أي فريق، ولكن الصعب يسهل على فريق مثل الهلال، أما المستحيل على غير الهلال فهو الجمع بين دوري أبطال آسيا والدوري المحلي وكأس الملك الذي حققه الهلال ليضيفه للبطولتين السابقتين، في واحدة من أعظم إنجازات الزعيم العالمي.
أما خارج المستطيل الأخضر، فقد نجح ابن نافل في إدارة كافة الأزمات التي مرت بالهلال بكل حكمة وصمت مطبق، فمع بداية استلامه لإدارة الهلال، كان جل الجمهور ينادي بالتجديد مع اللاعب عمر عبدالرحمن «عموري»، ولكن الرئيس الجديد لم يلتفت لتلك الأصوات، ولم تسيّره الآراء العاطفية، بل استطاع التغلب على هذه الأصوات، بعمل مميز، ليشتري عقد اللاعب البيروفي كاريلو الذي كان نجم نهائي دوري أبطال آسيا، كما استطاع التجديد لعلي البليهي وسالم الدوسري وسلمان الفرج وياسر الشهراني، واشترى عقد المهاجم صالح الشهري من فريق الرائد، واستطاع بكل حنكة وهدوء أن يشتري عقد الحارس الشاب المميز حبيب الوطيان، وأضاف له لاعب الوسط فواز الطريس، والظهير الأيمن حمد اليامي، كما استطاع شراء عقد اللاعب الأرجنتيني فييتو الذي يبدو بأن لديه الكثير ليقدمه، ولكنه يحتاج للصبر والانسجام.
كما عمل على ملف الاستثمارات بكل اقتدار، إذ استطاع أن يجلب للهلال رعاة كثيرين وعلى رأسهم تأتي شركة إعمار الإماراتية الراعي الرسمي للهلال، وغيرها من الشركات التي تزيد عن عشرين شركة تستثمر في الهلال، وهذا نجاح يُحسب لإدارة الهلال بقيادة الشاب الطموح فهد بن نافل.
واستطاع فريق الهلال أن يحصل على شهادة الكفاءة المالية التي من خلالها يستطيع تسجيل لاعبيه المحليين والأجانب فيما لو أراد التسجيل.
بقي أن نقول: ما قدمه فهد بن نافل في سنتين يُحسب له، ويستحق الشكر عليه، وهذا ما فعله جمهور الهلال بعد أن تم التجديد لياسر الشهراني وسلمان الفرج، بل مع كل إنجاز يحققه الهلال يجد ابن نافل التصفيق والتقدير والحفاوة من قبل جماهير ناديه.