انتقاض الطهارة بخلع الشرَّاب بعد المسح عليه
* هل مجرد خلع الشُرَّاب (الجورب) لمن هو على طهارة ينقض الوضوء؟
- هو في الحقيقة ليس بناقض، ولا يُذكر من النواقض، لكن حقيقة الحال أن مَن خلع الشُرَّاب بعد المسح عليه فإنه يبقى في قدمٍ لا مغسولةٍ ولا ممسوحةٍ، فلا يجوز له أن يزاول ما تُشترط له الطهارة، فلا يصلي به؛ لأنه يصلي بقدمٍ لا مغسولةٍ ولا ممسوحةٍ، وإن أراد أن يقرأ القرآن فلا يَمس المصحف؛ لأنه يَمسه بطهارةٍ ناقصة؛ لأن غسل الرجلين فرض، وينوب عنه مسح الساتر للقدمين، فالمسألة ليست بمعنى أن خلع الممسوح ناقض، وإنما هو نقصٌ في الطهارة؛ فالقدم حينئذٍ ليست مغسولةً ولا ممسوحةً، فلو تصورنا إنسانًا توضأ فغسل وجهه ويديه، ومسح رأسه، ولم يغسل رجليه، فهل يجوز أن يصلي بهذا الوضوء؟ لا يجوز له أن يصلي.
وأما قياسُ الممسوح على مسح الرأس ثم حلق الشعر فقياسٌ مع الفارق؛ لأن مسح الرأس طهارةٌ أصلية، ومسح الحائل أو الساتر طهارةٌ فرعية، وممن يُفرِّق بين الطهارة الأصلية والفرعية شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-، كما نص على ذلك في (الاختيارات)، وإن كان ممن يرى أنه إذا مَسَح على الخف ثم خَلَعه لا تتأثر الطهارة بذلك، لكن - مثلما قلنا - فالقدم الآن ليست مغسولةً ولا ممسوحةً، فحينئذٍ تكون الطهارة ناقصة.
والله أعلم.
* * *
كيفية التخلص من مدح الناس وثنائهم
* ما الطريقة التي أسلكها للتخلص من مدح الناس وثنائهم عليّ. علمًا بأني أعمل معلمًا للقرآن الكريم في الحرم المكي؟ وهل من نصيحة لمعلمي القرآن عمومًا؟
- الطريقة التي يسلكها للتخلص من مدح الناس وثنائهم عليه ما ذكره ابن القيم -رحمه الله- في (الفوائد)، حيث ذكر فائدة معناها: (إذا حدثتك نفسك بالإخلاص فاعمد إلى حب المدح والثناء فاذبحه بسكين علمك ويقينك أنه لا أحد ينفع مدحه ولا يضر ذمه إلا الله). ثم ذكر قصة الأعرابي الذي قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-: يا رسول الله، إن حمدي زين، وإن ذمي شين. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ذاك الله عز وجل" [الترمذي: 3267]. فالإنسان الذي يتأثر بالمدح ويتأثر بالذم كلام ابن القيم يدل على أن في إخلاصه شيئًا، مع أن بعضهم استدل بقول الله -جل وعلا- في أواخر سورة آل عمران: {يُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ} [آل عمران: 188] على أنه إذا أحب أن يُحمد بما فعل أنه لا شيء في ذلك، وإنما المحظور والمذموم أن يُحب المدح والثناء فيما لم يفعله. علمًا بأن الأكمل والأقرب إلى الإخلاص أن يُعرِض إعراضًا تامًّا عن حب المدح والثناء. والله المستعان.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-