الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكدت دراسة علمية ضرورة العمل على خفض التكاليف الباهظة للزواج حتى لا يضطر بعض الرجال الى اللجوء إلى زواج المسيار بهدف الدافع الاقتصادي.
وشددت الرسالة العلمية المعنونة بـ«اتجاهات أعضاء هيئة التدريس نحو زواج المسيار في المجتمع السعودي.. دراسة مطبقة على جامعة الملك سعود»، للطالبة مدى بنت عبد الرحمن القرشي قدمتها كرسالة، استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في علم الاجتماع بجامعة الملك سعود، وأشرف عليها د. المأمون السر كرار، شددت على ضرورة عدم المغالاة في المهور، إذ يعد من الأسباب الرئيسة لانتشار زواج المسيار في المجتمع، مع توعية المرأة بحق الزوج في الزواج من الثانية والثالثة والرابعة، وبينت النتائج أن من أسباب لجوء الأزواج إلى زواج المسيار عدم تقبل المرأة فكرة التعدّد.
ودعت الرسالة العلمية إلى إعداد دراسات بحثية هدفها الكشف عن أسباب انتشار زواج المسيار لدى شرائح وفئات مختلفة من المجتمع السعودي في مدن المملكة باختلافها.
وأظهرت الدراسة العلمية مجموعة من النتائج حول الاتجاهات لزواج المسيار في المجتمع ومنها: لجوء بعض الرجال إلى زواج المسيار، لرغبتهم عن تحمل المسؤوليات الحياتية، حيث إن هذا الزواج لا يتطلب النفقة، وربما عدم إنجاب الأطفال، كما أن رفض المرأة فكرة التعدد تجعل الزوج يلجأ إلى زواج المسيار تفادياً لجرح مشاعر زوجته الأولى، وحرصاً منه على أسرته الأولى وأبنائه، والخوف من ضياعهم.
وبينت النتائج أن المرأة تلجأ في الغالب إلى زواج المسيار متنازلة عن نفقتها وعن حقها في المبيت من أجل الحصول على زوج يوفر لها الاحتياجات الحياتية التي صعبت عليها، وأن أغلب المطلقات يلجأن لزواج المسيار لرغبتهن في الزواج والإعفاف، وكذلك رغبة المرأة في التنقل والسفر بحرية.
وأظهرت النتائج أن الفروق بين الجنسين في العوامل الاجتماعية المؤدية إلى زواج المسيار لصالح الذكور مقارنة بالإناث بسبب رغبة الرجل في الزواج والتعدد، وفي الوقت نفسه عدم تقبل المرأة فكرة التعدد، كما أن العامل الاقتصادي لا يؤثر كثيراً في زواج المسيار، خصوصاً إذا علمنا أن المرأة التي تقبل بهذا النوع من الزواج قد تتنازل عن بعض حقوقها الاقتصادية: كالنفقة أو المسكن أو غيرهما، كما بينت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين الجنسين في العوامل الاجتماعية والاقتصادية قد لا تمثل عائقاً أمام زواج المسيار للمتزوجين أو العزاب، وترى الباحثة أن هذه النتيجة منطقية، فمن ناحية شرعية لا يوجد ما يحرم زواج المسيار، ومن ناحية اجتماعية ربما يكون مقبولاً عند الكثيرين، أما من الناحية الاقتصادية فنجد أن المرأة التي تتقبل بزواج المسيار عادة ما تكون امرأة عاملة، ومن ثم قد تتخلى عن بعض الجوانب المالية في مقابل ما تحقق لها من وراء هذا الزواج.