كتبت - د. هناء الشبلي / تصوير - عبدالله خفاجي:
تلبية لدعوة الفنان القدير علي الرزيزاء لضيوف الأمسية المصاحبة لمبادرة «ويستمر الوفاء» لتكريم الفنان فهد الحجيلان رحمه الله لزيارة منزله منهم: الأستاذ خالد المالك والدكتور عبدالعزيز السبيل والدكتورة منال الرويشد والأستاذ عبدالوهاب الفايز والدكتور صالح الشادي والأستاذ يحيى الزريقان والدكتور فواز بن فهد أبو نيان والفنان عبدالعزيز الناجم والدكتورة هناء الشبلي والدكتورة مها الرضوي, الفنانة نجلاء السليم والخطاط عبدالعزيز الغصاب وعبدالرحمن ابن فهد الحجيلان، مع فريق العمل بالمعرض من جمعية جسفت منهم: الفنان عبدالله الرشود والفنان فهد العمار والفنان محمد العمري، مع مدير إدارة تطوير الأعمال في الجمعية عبدالله الخفاجي والفنانات: مها الصويان، منى الخويطر، منيرة السليم، أمل الشمري، وعازف الغيتار مهدي خلف.
ورغم أنها ليست الزيارة الأولى لمنزله إلا أن هذه الزيارة لم يختلف شعورها عما قبلها لما يحيط بنا من أحاسيس تحمل الحنين لذكريات وحكايات من تاريخنا شكّلت وجداننا على مدى السنين وعمّقت انتمائنا الحضاري ومنحتنا فخراً لإرثنا الثقافي وتعزيزاً لهويتنا, ومنحتنا مواساة رقيقة بأننا ما زلنا متواصلين مع بيئتنا ومحيطنا المتعدد بجغرافيته المتنوعة بألوانها واختلاف طبيعتها, هذه الأحاسيس تثبت أن وجودنا الإنساني مرتبط بكل التفاصيل التي عبّر عنها الرزيزاء بصرياً بالزخرفة والنقش، وتمثل رموزنا الثقافية المسكونة داخل أرواحنا مما أشعرنا فعلاً أننا في وسط منزلنا وبين أفراد عائلتنا مع أريحية عجيبة وخصوصية مريحة لنا ولكل من زار هذا المكان الذي جمع بين الزمان والمكان بترتيب فني وتجانس ذكي أكّد فيه الرزيزاء ابن صحراء نجد على طبيعة منطقته التي استمد منها لون صحراءها وزخارف عمارتها ليصنع منزله «الحلم»، فجّسد فيه كل ما من ذكريات ومخزون فكري وتمكّن فني وترجمها برؤية معاصرة فيها استلهام للموروث ترجمها على جدران منزله في تصميم فريد من نوعه لدور أرضي واسع يتكون من صالات الاستقبال مع غرف النوم والمرسم الخاص به, وحرص فيه على عامل الجودة مما جعله صرحا معمارياً بارزاً بالعاصمة الرياض ومزاراً يقصده ضيوف المملكة وموضوعاً ملهماً يقصده الفنانون التشكيليون المهتمون بالتراث والزخرفة الشعبية.
أخذ الرزيزاء ضيوفه المميزين في جولة بمنزله منهم وشرح لهم عن جهوده في اختيار المواد التي تتناسب مع تنفيذ فكرته بحرفية عالية تتطلب مهارة وصبر, فكانت كل التفاصيل مهمة بالنسبة له وأشرف عليها بنفسه لتتكامل جميعها في تصميم هندسي فريد ومذهل للضيوف مما يجبرهم على التساؤل في كيفية استطاعته تحويل هذه الرموز القديمة إلى تحف فنية ثمينة تزين كل زاوية وكل غرفة بالمنزل، ومن خبرته كان يجاوبهم بتوضيح مسهب، هذا المنزل يضم في جنباته وبين ممراته لوحاته القديمة والحديثة التي تتضمن مفردات زخرفية في تكوينات هندسية تنبض جمالاً تعكس عمق رؤيته الفنية وبتكنيك خاص به يميزه عن غيره, وتجول الضيوف داخل مرسمه الخاص الذي يحوي مكتبة ومقتنيات كثيرة لمجسمات ولوحات فنانين آخرين من المملكة ومن بقية دول العالم, وكل لوحة لها سحرها الخاص المحمل بعبق من ماضي عريق انعكس على نفوس الزائرين حتى بعد مغادرتهم للمنزل، حيث سيتذكرون تفاصيل شبابيكه القديمة وأبوابه الملونة وملامس جدرانه البنية وهو يودعهم بكل لطافة كما استقبلهم بكل حفاوة وكرم تميّزه كفنان أصيل مخلص لوطنه ومحب لفنه وعاشق لتراثه، فسجل حضوراً محلياً وعالمياً لم يؤثر على تواضعه وحسن تعامله مع الآخرين مما جذب إليه كبار الشخصيات لزيارته واقتناء أعماله.
** **
- مديرة إدارة التخطيط للجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)