ما هي يوميات صحافي إذا كان مستعدًا لتغطية مناسبة ما؟
يحمل ورَقَه، يتأكد من قَلَمِه، يجهّز فلاش كاميرته، يستمع جيدًا لكل ما يقوله المشاركون في هذه المناسبة، يضع رؤوس أقلام لما سيصيغه قبل إرساله من عناوين رئيسة وفرعية إلى صحيفته، هذا الطبيعي والمتبع تقريباً من الجميع!
ولن أتحدَّث عن بعض الصحافيين الذين يحضرون مثل كهذه «المزهرية» في المناسبات الإعلامية المهم لديه- هم يحجزون له مقعدًا في خانة الإعلاميين، عطره يشتمّ قبل أن يدلف القاعة وكأنه مسؤول فخم، وما أن تنتهي حتى يتسابق على مأدبة العشاء المعدّة ليكون أول الضاربين بالخمس فيها، وقبل أن يصل بيته، يستقرّ خبر الفعالية كاملاً في «واتسابه أو إيميله» مع الصور بعناوينها، وبضغطة زر يرسل لصحيفته حتى تتفاجأ في عدد أغلب الصحف ورقية كانت أم إلكترونية التالي للمناسبة، أن الخبرَ واحدٌ والعناوين والصور، ولا يملك القارئ الذكي حينها إلا أن يضرب كفًا بكفّ محوقلاً وضاحكًا لكل هذا التشابه العجيب!
في أزمة كورونا اختلف الحال وأصحبتْ جُلّ الفعاليات بشكل عام والثقافية الأدبية على وجه الخصوص باتت افتراضيًا، وبطلها منصّة «الزووم»، وهنا سقط قناع البعض من الإعلاميين «الصحافيين»، وظهرت هشاشة المحتوى، الطامّة الكبرى من وجهة نظري حتى المموّل من العلاقات العامة... والمركز الإعلامي لهؤلاء فشلوا في تزويدهم بالأخبار والصور بحجج واهية، قوامها لا أعرف أدخل المنصّة الافتراضية ولا أجيد صياغة ما أشاهده وأسمعه!
نصيحتي لنفسي ولكل الزملاء الإعلاميين، أن الوقت حان لتغيير هذه النمطية للتعامل مع المناسبات لتغطيتها، فالقلم أصبح أُنْملك، والورق صار شاشة بحجم كف اليد، والتقاط الصور أيضاً والكتابة (والتي أكتب ملامحي وممالحي منها الآن) هي حروفٌ في الشاشة نفسها أضرب حرفًا فتصبح كلمة، سطرًا، عبارة، جملة، خبرًا معنونًا صياغة قابلة للتعديل والحذف والإضافة، حتى.. الإرسال لصحيفتك أو مجلتك!
وإلا فالمُغرّد بهاتف يحمله -الجميع في جيوبهم-، ما إن تحين لحظة الالتقاط يخرجه بسرعة ويرسل فورًا في حساباته الشخصية في دقائق، ويجد المتابعة والقراءة والتفاعل وهنا لابد من الصحافي والمذيع والإعلامي عموماً أن يواكب التطوّر ويقفز على مرحلة البلادة إلى عمق التواصل الرقمي الاجتماعي نخبة وعامة ويتفاعل بسرعة قبل كل هؤلاء.
أعتذر أيها القرّاء الأعزّاء أطلت عليكم سامحوني لكنها ثرثرة إعلامية أشغلتني كثيراً ولم تزل!
سطر وفاصلة أخيرة
الحذر كل الحذر من حاسد يبتسم لك ابتسامة صفراء وفي غيابك يرميك بشرر،
ألف مليار سلامة للكاتب الوطني والشاعر صالح جريبيع.
** **
- علي الزهراني (السعلي)