انطلقت نواة المسرح الأولى في القرن 16 ق.م صعد أول ممثل «ثسيبس» خشبة المسرح وحاور الجمهور. أنجب ذلك العصر العديد من كتاب النصوص الشعرية المسرحية من خلال ما قدمته فرقة «الجوقة» من موروث أدبي يدرس حتى الآن. من هؤلاء الأدباء المسرحيون «اسخيلوس ويوربيدس وسوفكليس..» وممن جاؤوا بعدهم وواصلوا المسيرة الإبداعية الأسطورة أرسطو صاحب كتاب «فن الشعر» وهو ممن أثروا الساحة الفنية بإبداعاتهم بالرغم من شح الإمكانيات والتجاذبات إلا أن المسرح لم يتوقف بل قدم رسالته ولم يعقه ذلك بالرغم من عدم وجود المكان المناسب أو التجهيز المناسب أو عدم وجود العنصر النسائي في ذلك الوقت حيث كان صعود المرأة على خشبة المسرح محرماً بتاتاً! لكم أن تتخيلوا ومع عدم التجهيز المناسب للعرض إلا أنه يحضره بين 15» - 20 ألف» شخص، في سفح هضبة بالعراء على المدرج. وجاء عصر الرومان الذي قضى على الإمبراطورية الإغريقية. إلا أنه ورث المسرح عن الإغريق، وواصل مسيرته وطورها وخلّفَ لمن بعده إرثًا لا يستهان به وخاصة مدرجات المسارح وآثارها المنتشرة ومنها في بعض البلدان العربية «المدرج الروماني» ثم جاء العصر «الإليزابيثي» العصر الذهبي للمسرح 1558م - 1625م الذي أنتج للمسرح الأسطورة (ويليام شكسبير) الذي تدرس مسرحياته ونصوصه الشعرية في الجامعات ومعاهد الفنون كمسرحية روميو وجليت وهاملت وعطيل وتاجر البندقية.. ومنذ ذلك التاريخ والمسرح بين صعود ونزول لكنه لم يصل لمرحلة السقوط كما هو الحال في أغلب الدول العربية؟! التي عرفت المسرح في أواخر «القرن 18 م» بدأ من بلاد الشّام ثم انتقل إلى مصر.
رغم وجود الإمكانيات التي تساعد على نهوضه للقمة ومنافسته العالمية. وأخص بالذكر المسرح السعودي والخليجي إذ هيئت له كافة الوسائل للنجاح إلا أنه ما زال «مكانك راوح!» لا أدري سبب تأخره في وطني الحبيب؟! أهو عزوف النجوم البارزين عنه والاتجاه للدراما التلفزيونية، أم شح النصوص المسرحية التي ترقى لطموحاتهم، أم أن كُلفة ميزانية إنتاج عمل يضُم «نجوم الصف الأول» هي العائق. سابقًا يتحجج بعض صُنّاع المسرح أن عدم وجود العنصر النسائي هو عائق تقدمه واستمراره. اليوم لا عذر لهم في ظل رؤيا المملكة 2030 ، فقد أتيح للمرأة المشاركة الفاعلة في شتى مجالات الحياة ومنها الصعود على خشبة المسرح، ولدينا نجمات مبدعات في هذا المجال. بصراحة لا أدري السبب وأتساءل والكل يتساءل من المسئول عن هذا التأخر وهذا الإهمال! المسرح «يحبو» رغم كل الإمكانات والأرضية الخصبة المهيأة له.
** **
مبارك الخصي - ممثل تلفزيوني ومسرحي