«الجزيرة» - عمار العمار:
بذلت الإدارة النصراوية الغالي والنفيس من أجل تدعيم صفوف فريقها الأول بلاعبين محليين على وجه الخصوص، وسارعت الخطى لقيدهم آسيوياً، باستثناء غير مسبوق وبدعم الاتحاد السعودي، وسعت من ذلك إلى بناء فريق شاب من أجل المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا، والذي فشل معه الفريق في الوصول للنهائي بخسارته أمام الفريق الإيراني في أسهل نسخة من دوري أبطال آسيا.
إدارة النصر منذ نهاية الموسم الماضي عملت عملاً كبيراً في ميادين الصفقات، فجاب المفاوض النصراوي أرجاء البلاد لعقد الصفقات، فجلب عبدالعزيز الدوسري، وعبدالفتاح عسيري، والغنام، والصليهم، وأمين بخاري، وعلي لاجامي، وأسامة الخلف، وعلاوي، وعلي الحسن بمبالغ طائلة تكفل بها أعضاء شرف النادي لتتكدس الأسماء في القائمة باللاعبين المحليين، وأصبح معها الفريق في موقف لا يحسد عليه بعد تمسك الاتحاد السعودي بقراره حول الثلاثين لاعباً فقط في القائمة، ورفض اقتراح النصر برفع القائمة إلى 35 لاعباً، مما ينبئ بأن العمل لم يكن مدروساً بعناية، بل أشبه بسياسة التكديس كماً لا كيفاً، فالكثير من الأسماء غادرت النصر أو ستغادر بسبب تخمة القائمة، فتم إعارة وانتقال 15 لاعباً حتى الآن، عدا المخالصات المالية مع عدد من اللاعبين كانت وجهتهم مجهولة مثل عمر هوساوي، وأحمد عكاش، وستتم مخالصة عدد من اللاعبين أمثال يحيى الشهري، والجبرين آل منصور قريباً, لتخفيف القائمة من اللاعبين، ولكنها ستكلف النادي مبالغ مالية ليست بالقليلة.
الملاحظ في سياسة جلب اللاعبين والتكديس غير المدروس أن الفريق النصراوي تعاقد مع بعض اللاعبين بمبالغ كبيرة، ولم يستفد منهم إطلاقاً، وتمت إعارتهم على الفور، ربما لعدم قناعة الجهاز التدريبي أو لسبب آخر، كما حدث مع صالح آل عباس الذي قدم للفريق قبل موسمين من نجران وأعاره إلى أبها في الموسم الماضي، ولم يلبث أن أعاره مرة أخرى هذا الموسم للباطن، مما يعني أن النصر تكبد خسارة دفع قيمة انتقاله والفائدة لا تذكر، وكذلك عبدالله العويشير الذي انتقل من الفتح بمبلغ كبير ولم تتم الاستفادة منه على الإطلاق، عدا جلبه للاحتفال بلقب الدوري قبل الماضي وحركته الشهيرة، فانتقل إلى أحد ثم عاد للنصر، وأعير للشباب قبل أن يعود مرة أخرى وينتقل للوحدة!
وتكرر هذا الأمر في هذا الموسم مع القادم الجديد أمين بخاري الذي تم التعاقد معه ولم يلعب مع الفريق أي مباراة، لتتم إعارته لفريق العين وهو القادم لتعويض الحارس الأسترالي جونز حسب الأخبار في القائمة الآسيوية, كما أن الأخبار تقول إن المدير الفني للفريق غير مقتنع باللاعب علي لاجامي وقد تتم إعارته، مما يعني عدم الاستفادة منه هذا الموسم على الرغم من مبلغ انتقاله الكبير جداً من الفتح، وهناك أسماء جلبها النصر بملايين قد يضطر لإعارتهم والتخلص من رواتبهم العالية مثل عبدالعزيز علاوي والشنقيطي وآخرين. سياسة البناء النصراوية لم تجد البنّاء الجيد، ولم تكن وفق طرق مدروسة، بل كانت المفاوضات عشوائية لجلب أكبر عدد من اللاعبين، وصرف ملايين الريالات في عملية سلخ لجلد الفريق وبناء فريق آخر بسياسة الكم لا الكيف، وهو ما يؤرق هاجس المشجع النصراوي خوفاً من المستقبل، لأن المتابع للأسماء القادمة يدرك أنها غير قادرة على صنع فريق قوي، ولا يمكن مقارنتهم على سبيل المثال بلاعبي الهلال.