واس - الرياض:
ترسم الإرادة والمثابرة حقولًا معرفية وتجارب ثرية تكتب في سجلات من تمكنوا من وضع بصماتٍ لهم، لتعطي الدافع لمن وقف على مثل هذه التجارب القيّمة، لبذل المزيد في سبيل الوصول إلى المكان الذي يصبو إلى بلوغه والوقوف أمام الهدف الذي رسمه لنفسه في المستقبل القريب.
نايف بن سلطان العصيمي وفهد بن منصور الحاذور، اللذان لم تتوقف الحياة أمام إعاقتهما بل تحدياها وآمنا بقدراتهما لمواجهة الحياة من خلال خطوات ثابتة، واضعين أمام أعينهما أهدافًا يطمحان لتحقيقها لرسم مستقبل جميل، وبإيمان تام بدورهما في المشاركة في بناء المجتمع.
حيث استطاع نايف العصيمي 32 عاما، المصاب بشلل دماغي نتيجة نقص الأكسجين أثناء الولادة من تحدي إعاقته التي تمنعه من استخدام أطرافه بشكل طبيعي، وخوض تجربة الحفر على الزجاج التي تحتاج إلى دقة في العمل باستخدام آلات مخصصة لهذا الفن، وخلال 9 أشهر استطاع نايف أن يطور عمله ليصبح مدربا في هذا الفن، مشيرا أنه كان يعيش حياة رتيبة أقرب إلى الانطواء، ولكنه بعد خوض تجربة العمل خاصة في مجالٍ مكّنه من إخراج الكثير من الإبداع وجعل منه رجلا آخر مليئا بالطموح، ينظر إلى المستقبل بتفاؤل بعيدًا عن أفكار سلبية.
ووضع فهد الحاذور البالغ من العمر 21 عامًا -المصاب بشلل الأطفال ضمن خططه المستقبلية إكمال دراسته ليحجز مكانا له في بناء مستقبل وطنه، كل ذلك الطموح جاء بعد أن خاض تجربة الحفر على الزجاج، التي عززت من ثقته بنفسه، حيث لم يسبق له أن خاض تجربة الرسم، وحين عرض عليه اليحيى دخول المبادرة لم يكن مقتنعا بذلك، ولكنه تأكد بعد خوض التجربة من أن التدريب والتعليم والتطوير والمثابرة هما أساس العمل الناجح.
وأجمع كل من الحاذور والعصيمي ألا مكان للمستحيل في قاموس أي منهما، فمن خلال التدريب والتطوير والتعلم والمثابرة تتحقق الأحلام والأهداف، حيث أكسبتهما هذه التجربة التركيز والانضباطية بالعمل والالتزام والإدارة.