يا لها من بلد منكوبة انهكتها الحروب الأهلية والتضادات الحزبية وسيطر عليها الإرهاب منذ أن تأسس حزب اللات وغرسته إيران في خاصرة لبنان إلى يومنا هذا والبلد من تفجير إلى تفجير ليس هناك دولة تستحق أن تسمى دولة مستقلة لها مؤسساتها الخاصة وتستطيع حفظ أمنها واستقلالية سياستها وإدارة أموالها وتجارتها لوجود السلاح بأيدي عصابة خارج سيطرة الدولة تهدم كل مايبنى وتتعارض مع المصالح اللبنانية لأنها تعمل لمصلحة دولة إرهابية مارقة هدفها التوسع وتفكيك اللحمة اللبنانية كغيرها من البلاد العربية كل ما انتشلت لبنان واندملت الجراح وبدأت في النهوض ضربتها أيدي العابثين وأعادتها إلى نقطة البداية...
وأخيراً أتت محاكمة الذين اغتالوا رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق في لاهاي الذي اغتيل قبل 15 عاما بتفجير موكبه وكل التهم تدور حول حزب الله الإرهابي وكل هذا الزمن ولم تظهر الحقيقة وفي هذا الوقت بالذات اللبنانيون تنزف جراحهم بسبب ذلك التفجير المرعب لمرفأ بيروت الذي شاهد العالم كله فيه مناظر مؤلمة جدا يندى لها الجبين وتذرف بسببها العين دماً إذا كانت قضية الحريري دُفع من أجل محاكمة المجرمين فيها المليارات وإلى الآن لم نصل إلى شيء من الحقيقة إلا حكم المحكمة الأخير الذي أدان سليم عياش أحد أعضاء حزب الله في قضية اغتيال الحريري وهو ادانة قانونية للحزب لن يستطيع إنكارها أو التملص منها مهما كان وهو مطالب بتسليم المجرم للعدالة أما قضية تفجير المرفأ الذي أودى بقتل الأنفس البريئة وجرح الكثيرين وتشريد الآلاف الذين بقوا بدون ماوى وهدمت المنازل والأسواق التجارية وكشف المستور عن الفقر والجوع الذي يعيشه لبنان الجريح هناك إجماع أن المسؤول عن انفجار مرفأ بيروت هو حزب الله اللبناني بمعرفة واطلاع إيران حيث يتمركز حسن زميرة والأجهزة الاستخبارية الإيرانية المتعددة في الجنوب اللبناني وحتى طهران، مروراً بدمشق وبغداد على طول الهلال الشيعي المنتظر والمؤكد أن هذا الحزب لن يتعرض إلى أي عقوبات فعلية مهما كان وأن من يبحث عن الحقيقة كمن يحرث في البحر وأن هذه الجريمة ستتم لملمتها ولفلفتها من قبل جميع الأطراف لأن الحزب هو المهيمن على مفاصل الدولة اللبنانية وكل شيء في لبنان تحت سيطرته تسانده إيران الإرهابية ونظام الأسد السوري المختطف من قبل إيران يا سادة لن تتعافى لبنان إلا بوجود قوة توقف هيمنة إيران المتمثلة في هذا الحزب الإرهابي ولكن لن يتم ذلك إلا بمعاقبة رأس الأفعى إيران وتقليم أذرعها في المنطقة وكما يقال الأمثال دلائل الأحوال قال الشاعر العربي القديم أبو أذينة:
لا تقْطعنّ ذنب الأفعى وترسلها
إنْ كنت شهماً فأتبع رأسها الذّنب
وطالما التمدد الإيراني السياسي والاستخباراتي والعسكري والمذهبي موجود فإن كارثة المرفأ (اللبنانية) ستبقى بدون عقاب. وسوف يتمادى المجرم في اجرامه ولا يمكن القضاء على حزب اللات ما دام أن رأس الأفعى لم يقطع، وما دامت الأذرع الإرهابية الإيرانية موجودة في الدول العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.. كل ما بالإمكان قفشات صحفية وزمجرات استعراضية لا تقدم ولا تؤخر ومضيعة للوقت ان تتابع من الساسة والمهتمين بالشأن اللبناني...