علي الصحن
حقق فريق الهلال بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ولا جديد في تحقيق الهلال للقب الذي يحمل الرقم (الرسمي) الـ(60) لنادِ في عامه الـ(63) بمعدل بطولة كل عام تقريباً، وميزة الهلال أنه ومنذ البطولة الأولى وهو لا يتوسد اللقب ويسترخي بعده، بل يجعله حافزا للفوز بلقب آخر، وميزة جمهور الهلال ألا يكتفي ولا يمنح لاعبي فريقه أي إيحاء بأنهم قد حققوا الهدف، ولك أن تتخيل أن الفريق بعد أن أصبح بطلاً لأكبر قارات الدنيا كان مطالباً بتحقيق ظهور مميز في بطولة العالم، وعندما حل رابعاً فيها، بات مطالباً بالفوز ببطولة الدوري.. وهكذا.
الهلال مطالب بتحقيق كل بطولة يشارك فيها، هذه حقيقة يعرفها الهلاليون وغيرهم، وهذا ما يجب أن تعمل إدارة النادي من أجله، الفوز بالبطولة لا يعني أن الفريق في كامل عافيته، ولا بأنه لا يعاني من أي مشاكل، والفوز بالبطولة لا يعني تجاهل الأخطاء والنقص والاحتياجات، والهلاليون يثقون بأن إدارة ناديهم تدرك ذلك، وأنها لن تحيد عن السياسة الهلالية في هذا الشأن، وهنا أتمنى ألا يقول قائل إنني أنثر القلق في مسرح الفرح فالحقيقة أن (صديقك من صدقك).
الهلال حقق لقبين هذا الموسم، وهو مقبل على استحقاقات أخرى، وكل استحقاق أصعب من سابقه، ويحتاج إلى تحضير مختلف، أول ما يحتاجه الفريق فتح ملفات اللاعبين الأجانب، وهل يستحق بعضهم الاستمرار مع الفريق، وما هي المراكز التي تعاني وتحتاج إلى لاعبين مؤهلين، وما هي المراكز التي تحتاج إلى لاعبين بدلاء يعوضون أي غياب قد يحدث في الفريق ولأي ظرف فني أو إداري أو طبي.
الهلال يحتاج أيضاً إلى دراسة ملفات عقود اللاعبين التي قاربت على الانتهاء، ويحتاجهم الفريق، والجلوس معهم مبكراً حتى لا يحدث أي اهتزاز للفريق، وحتى لا تكون المفاوضات في منتصف الموسم مما يؤثر على اللاعب وعطائه.
والهلال يحتاج إلى تجديد الدماء في الفريق، وضخ وجوه شابة جديدة تدخل مع لاعبي الخبرة الحاليين ويكون بإمكانها بعد مواسم قيادة الفريق كما يفعل زملاؤهم اليوم، وهنا ليس المطلوب التعاقد مع أي لاعب فالنجوم كثر، ولكن أي منهم سيكون قادراً على خدمة الفريق بالشكل المطلوب، وهنا أيضاً يجب التعلم من تجارب سابقة حين تعاقد النادي مع بعض الأسماء لكنها في الحقيقة لم تستطع لفت النظر ولا تحقيق الإضافة.
في أبريل الماضي قلت هنا: « الحديث عن مستقبل الهلال ليس جديداً، والقلق الذي يشعر به كثيرٌ من الهلاليين في مكانه بكل تأكيد، وسبق أن كتبت هنا عن الفئات السنية في النادي وعن أسلوب العمل وعن ضعف منتجها وعن عجزها عن تقديم نجم واحد خلال السنوات الماضية، الأمر الذي أدى إلى انصراف النادي إلى البحث عن اللاعبين خارجه، والتعاقد مع أسماء كانت الفئات السنية في الهلال في سابق الزمن تقدِّم من يفوق بعضهم مستوىً وتأهيلاً، وفي يوليو أضفت: «الكرة في ملعب إدارة النادي، والوقت في صالحها.. والمدرج الكبير ينتظر القرار وهنا أعيد تكرار المطالبة بالاهتمام بالقاعدة وصناعة النجم الحقيقي، وهو الأمر الذي يجب أن يهتم به الهلاليون على كافة الأصعدة في الوقت الحاضر، أما شراء نجم خاصة ممن تقدم به العمر وليس ما لديه من الأرقام ما يكفي للاهتمام، فذاك أمر ليس له ما يبرره ولا يسوغه إطلاقاً.. والتجارب تؤكد ذلك».
البطولة يجب ألا تنسي الهلاليين أنها مثل غيرها مجرد انطلاقة لبطولات أخرى وضرورة العمل على توفير الأدوات اللازمة والكافية لتحقيق لذلك.
** **
@aalsahan