الظهران - واس:
أعلنت شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية» أمس نتائجها للربع الثاني والنصف الأول من العام الجاري 2020، مؤكدة المرونة المالية والتشغيلية للشركة والتزامها تجاه المساهمين رغم تحديات السوق الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد.
وقال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر: «رغم تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد العالمي، مضت أرامكو السعودية قدمًا في تحقيق مستويات قياسية في أنشطة أعمالها، مثبتةً بذلك مرونتها وموثوقيتها، وفي نفس الوقت، الحرص على سلامة وصحة العاملين فيها». وأضاف: أن الظروف غير المواتية الناتجة عن تراجع الطلب وانخفاض أسعار النفط الخام انعكست على نتائجنا للربع الثاني، غير أننا بحمد الله، حققنا أرباحًا قوية»، مبيناً أن ذلك يُعزى إلى المتانة المالية والتشغيلية، وتكاليف الإنتاج المنخفضة، ونطاق الأعمال الفريد، وكفاءة مواردنا البشرية، الأمر الذي ساعدنا بفضل الله، على تنفيذ خطتنا بالمحافظة على تقديم توزيعات أرباح عن الربع الثاني قدرها 70.32 مليار ريال (18.75 مليار دولار أمريكي) تُدفع في الربع الثالث. وأكد المهندس الناصر بمواصلة إستراتيجية النمو والتنوّع طويلة المدى التي تتبنّاها الشركة بهدف تحقيق قيمة إضافية جديدة من كل جزء من جزيئات المواد الهيدروكربونية التي ننتجها، بما يُسهم في تعزيز آفاق التجارة العالمية والنهوض بمستويات المعيشة، موضحاً بأنه لا شك أن إتمام صفقة الاستحواذ التاريخية على 70 % في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) خير دليل على المضي قُدُمًا في مسيرتنا نحو المستقبل، وعلى مرونة مركزنا المالي. وأفاد رئيس أرامكو بأن سوق الطاقة يشهد انتعاشًا جزئيًا بالتزامن مع بدء مختلف الدول حول العالم في اتخاذ خطوات لتخفيف القيود وإعادة إنعاش اقتصاداتها، وفي غضون ذلك نستمر بوضع سلامة موظفينا وأفراد أسرهم ومقاولينا في مقدمة أولوياتنا، مما حدا بنا إلى التكيّف مع نمط حياة جديد، وتطبيق احتياطات واسعة النطاق للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد في جميع المواقع التي تزاول فيها الشركة أعمالها. واختتم رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، قائلاً: «نحن عازمون على الخروج من هذه الجائحة أكثر قوة، وسنخطو خطوات واسعة في رحلتنا الإستراتيجية طويلة المدى من خلال الاستثمارات المستمرة في أعمالنا، حيث سجّل قطاع التنقيب والإنتاج أحد أقل معدلات كثافة الانبعاثات الكربونية في العالم».
يذكر أن أرامكو السعودية واصلت الوفاء بالتزامها تجاه المساهمين من خلال الإعلان عن تقديم توزيعات أرباح بقيمة 70.32 مليار ريال (18.75 مليار دولار أمريكي) عن الربع الثاني، مقارنة بـ 50.2 مليار ريال (13.4 مليار دولار أمريكي) عن الربع الثاني من عام 2019. كما تخطت أرامكو السعودية التحديات التي فرضتها الظروف الصعبة للسوق وسجلت صافي دخل قدره 24.6 مليار ريال (6.6 مليارات دولار أمريكي) للربع الثاني و87.1 مليار ريال (23.2 مليار دولار أمريكي) للنصف الأول من عام 2020، مقارنة بـ92.6 مليار ريال (24.7 مليار دولار أمريكي) و 175.9 مليار ريال (46.9 مليار دولار أمريكي) للفترات ذاتها من عام 2019، وهذا يؤكّد قوة الشركة ومرونتها عبر تقلبات الأسواق. وبلغ التدفق النقدي الحر 22.9 مليار ريال (6.1 مليارات دولار أمريكي) في الربع الثاني و79.2 مليار ريال (21.1 مليار دولار أمريكي) في النصف الأول من عام 2020، مقارنة بـ77.3 مليار ريال (20.6 مليار دولار أمريكي) و 142.4 مليار ريال (38.0 مليار دولار أمريكي) للفترات ذاتها من عام 2019. كما بلغت نسبة المديونية 20.1 % كما في 30 يونيو 2020، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى السداد الآجل لسعر صفقة الاستحواذ على شركة سابك وتوحيد صافي مديونيتها في قائمة المركز المالي لأرامكو السعودية. وبلغ حجم الإنفاق الرأسمالي 23.4 مليار ريال (6.2 مليارات دولار أمريكي) في الربع الثاني و 51.2 مليار ريال (13.6 مليار دولار أمريكي) في النصف الأول من عام 2020. وتواصل أرامكو السعودية تنفيذ برنامجها لتحسين الكفاءة والإنفاق الرأسمالي، حيث من المتوقع أن تكون النفقات الرأسمالية للعام المالي 2020 ضمن الحد الأدنى من نطاق 93.75 مليار ريال (25 مليار دولار أمريكي) إلى 112.50 مليار ريال (30 مليار دولار أمريكي). وأبانت الشركة أن اجتياح فيروس كورونا المستجد العالم بسرعة كبيرة، مسببًا انخفاضًا حادًا في الأنشطة الاستهلاكية والتجارية وتراجعًا كبيرًا في الطلب على النفط الخام والغاز الطبيعي والمنتجات البترولية، وعلى الرغم من ظروف السوق الصعبة واصلت الشركة محافظتها على سجلها القوي بموثوقية الإمدادات، محققة نسبة موثوقية بلغت 99.8 % في إمدادات النفط الخام والمنتجات الأخرى خلال الربع الثاني من عام 2020. كما أظهرت الشركة أداءً موثوقًا في قطاع التنقيب والإنتاج بإجمالي إنتاجٍ من المواد الهيدروكربونية بلغ 127 مليون برميلٍ في اليوم من المكافئ النفطي خلال الربع الثاني من العام 2020، حيث حققت أرامكو السعودية أعلى إنتاجٍ تاريخي من النفط الخام في يومٍ واحد، بلغ 12.1 مليون برميل، وكان ذلك يوم الثاني من أبريل 2020. ولتلبية الطلب العالمي والمحلي على الطاقة في المستقبل، استمرت أرامكو السعودية في توسيع أعمالها في مجال الغاز، وتماشيًا مع هذه الإستراتيجية ، بلغ معمل الغاز في الفاضلي كامل طاقته الإنتاجية وقدرها 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم خلال الربع الثاني بعد نجاح المعمل في استكمال أعمال بدء التشغيل، ويواصل قطاع التكرير والمعالجة والتسويق تحقيق استراتيجيته طويلة المدى للتكامل والتنوّع. وأشارت الشركة إلى أن أرامكو السعودية في إتمام صفقة استحواذها على حصة 70 % في سابك بسعر شراء قدره 259.1 مليار ريال (69.1 مليار دولار أمريكي)، حيث تعد سابك إحدى كبريات شركات الكيميائيات المتنوعة على مستوى العالم، ولديها قاعدة كيميائيات وقدرات تكميلية، وسيعزز الاستحواذ عليها محفظة أعمال أرامكو السعودية في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، ويسرّع وتيرة نمو قطاع البتروكيميائيات، وزيادة حجم إنتاج الكيميائيات الحالية، وتعزيز بصمة أرامكو السعودية ووجودها على الصعيد الدولي. وفي شهر يوليو 2020، أعلنت الشركات الأعضاء في مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ (OGCI) عن هدفها لخفض معدل كثافة الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أعمال النفط والغاز في قطاعات التنقيب والإنتاج التابعة لها جميعًا بين 20 و 21 كيلو غرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي بحلول عام 2025، مقارنة بمستوى الانبعاثات الأساسي البالغ 23 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي في 2017. وحققت أرامكو السعودية – وهي أحد أعضاء هذه المبادرة – كثافة انبعاثات كربونية ناتجة عن أعمالها في قطاع التنقيب والإنتاج بلغت 10.4 كيلوغرامات من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي في عام 2019، وقد تم تأكيد انبعاثات الشركة الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من طرف ثالث مستقل، وظلت أرامكو السعودية ملتزمة بسلامة موظفيها خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، ووضعت تدابير واحترازات للحد من انتشار الفيروس. وكانت الشركة قد قدّمت المساندة في المناطق التي تعمل فيها بمختلف أرجاء العالم، لمواجهة الجائحة وآثارها، متخذة في سبيل ذلبعض المبادرات مثل برامج مضاعفة تبرعات الموظفين، وخدمات الدعم الطبي، والتبرعات النقدية، وبالتعاون مع مجتمعات كل منطقة جغرافية تزاول فيها أعمالها، وفرت أرامكو السعودية والشركات التابعة لها المعدات الطبية التي تحتاجها المستشفيات مثل أجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة تنقية الهواء عالية الكفاءة، وأدوات حماية الممارسين الصحيين في الخطوط الأمامية. كما قدمت الشركة دعمًا لصندوق الوقف الصحي والجهود الوطنية لمكافحة فيروس كورونا المستجد في المملكة مبلغ 200 مليون ريال، كما قدم موظفو الشركة تبرعًا بنحو 13 مليون ريال خلال حملة تبرع الموظفين لتمويل توزيع المساعدات الإنسانية على أكثر من 20 ألف أسرة محتاجة بما في ذلك الأيتام والأرامل في جميع أنحاء المملكة. وعلى الصعيد الدولي، قدمت أرامكو السعودية الدعم المالي لمنظمات الإغاثة الرسمية في مختلف أنحاء العالم للمساعدة في مكافحة انتشار الجائحة، حيث قدمت شركة أرامكو لما وراء البحار والشركات الإقليمية التابعة لأرامكو السعودية تبرعات قدرها 25 مليون ريال (6.7 ملايين دولار أمريكي) للمنظمات الإغاثية في الولايات المتحدة الأمريكية، وآسيا، وأوروبا، لدعم أعمال الإغاثة والمساعدة في حماية الفئات الأكثر عرضة للعدوى، ويتضمن ذلك تقديم الدعم المالي لبنوك الطعام، وتطوير الأبحاث المتعلقة بتجارب العلاجات لمرضى فيروس كورونا المستجد.
ورغم تأثير جائحة فيروس كورونا على الطلب، لا تزال الشركة تولي أهمية كبرى للمحافظة على ريادة قدراتها وأعمالها في قطاع الطاقة، مستفيدة ممّا لديها من سلسلة توريد عالمية المستوى لضمان تلبية احتياجات عملائها.