«الجزيرة» - الرياضة:
ألمح السويسري جوزيف سيب بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، إلى إمكانية سحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد الوجهة الأنسب لاستقبال الحدث الكروي الأهم في العالم.
وأوضح بلاتر، في تصريحات أبرزتها وكالة الأنباء السويسرية، أنه لا يستبعد سحب تنظيم مونديال 2022 من البلد الخليجي دون حدوث هزات تتعلَّق بالبطولة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة، تقف على رأس المرشحين لاستقبال الحدث.
وأضاف السويسري، المثير للجدل، أن هناك أربع دول يمكنها نيل شرف تنظيم كأس العالم بدلاً من قطر، حيث تمتلك الإمكانيات والبنية التحتية والجاهزية التي تؤهلها لاستضافة الحدث، أبرزها الولايات المتحدة، إلى جانب ألمانيا واليابان وإنجلترا.
الخيار المناسب
واعترف رئيس الاتحاد الدولي السابق، أن «فيفا» يرغب في إقامة البطولة في قطر من أجل الحفاظ على النسق الطبيعي، ولكن بالنظر إلى الأزمات التي تحيط بهذا الملف، تبدو أمريكا خيارًا مناسبًا، وخصوصاً أنها جاءت خلف الدوحة في عملية التصويت.
وأشار بلاتر إلى أنه قام بالتصويت لصالح الملف الأمريكي، على عكس ما أُشيع حول دعم قطر، معترفًا أن ضغوطًا سياسية مكثفة في هذا التوقيت حسمت سباق مونديال 2018 لصالح روسيا، و2022 إلى البلد الخليجي.
وبات تنظيم قطر لمونديال 2022، محل شك في ظل اتهامات الفساد التي صاحبت حصول البلد المثير للجدل على شرف تنظيم المونديال بالحصول على 14 صوتًا مقابل 8 لصالح أمريكا، إلى جانب انتهاكات حقوق الإنسان التي تتعلّق بالعمال القائمين على تشييد ملاعب المونديال.
ملف مثير للجدل
وحاصر الفساد دولة «الفيفا» في عهد بلاتر، وهي الحقبة التي شهدت حصول روسيا على حق تنظيم نسخة 2018 من كأس العالم، وقطر على بطولة 2022، وسط اتهامات بدفع رشاوى، من أجل إقناع أعضاء الاتحاد الدولي بالتصويت.
ويبدو أن مصائب الدوحة لا تأتي فرادى؛ فلم يكد النظام القطري يستوعب فتح ملف الرشاوى من أجل الحصول على تنظيم كأس العالم 2022، حتى أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات البلد الخليجي لاستضافة المونديال، عن إصابة عدد من عمال مشاريع كأس العالم بفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19».
وكان الادّعاء العام الفيدرالي في بروكلين، وجّه في وقت سابق، اتهامات لمسؤولين سابقين في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بتلقي الرشى من أجل التصويت لروسيا وقطر في السباق على استضافة مونديالي 2018 و2020؛ ما يعد ضربة قاصمة للدوحة؛ لأنها المرة الأولى التي تصدر فيها سلطات قضائية حكومية تُهَم فساد مرتبطة بهذين الحدثين.
وفي لائحة الاتهام المفتوحة عن المدعي العام في بروكلين بأمريكا جون دونوهيو، تم التطرق إلى تفاصيل الفساد المحيطة بالتصويت الذي حصل عام 2010 في زيورخ، وأدى إلى منح قطر استضافة نسخة 2022 .
وكشفت لائحة الاتهام أن عضو «فيفا» السابق البرازيلي ريكاردو تيكسيرا، والمسؤول الباراجوائي الراحل نيكولاس ليوز - وكلاهما كان عضوًا في اللجنة التنفيذية لـ»فيفا» التي صوتت على منح نهائيات 2018 لروسيا و2022 لقطر - تلقياً رشاوى مقابل التصويت لملف قطر.إسدال الستار.
وفي سياق متصل، أعلن بلاتر، صاحب الـ84 عامًا، أن القضاء السويسري أغلق تحقيقًا بحقه من الاتحاد الدولي لكرة القدم، بخصوص منحه عقدًا لحقوق البث التليفزيوني عام 2005، بموجب أمر رفع مؤرِّخ بـ22 مايو.
وشدَّد جوزيف على أن «هذا الإعلان شيء جيد بالفعل، وخصوصًا أنه جاء بعد 5 سنوات بالضبط من قرار التخلي عن رئاسة «فيفا»، حيث أقفلت العدالة السويسرية أحد تحقيقين، تم فتحهما عام 2015 ضد بلاتر، بتهمة «الشك في الإدارة غير العادلة وسوء الائتمان».
وأعلن «فيفا» بخصوص هذا القرار، أنه لم يتلق حتى الآن أي إشعار رسمي بمثل هذا القرار من قبل الوزارة السويسرية، فيما سيدرس جميع الخيارات الشرعية كي يضمن محاسبة جميع الأشخاص المسؤولين.
وتشير التقارير إلى أن بلاتر منح الاتحاد الكاريبي حقوق البث لمونديالي جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، بمبلغ 600 ألف دولار أمريكي، أي أدنى بكثير من قيمتهما السوقية، وكان هذا العقد الذي تم فسخه عام 2011، سيتيح لوارنر تحقيق أرباح شخصية من إعادة بيع الحقوق.
وكشفت وثائق التحقيق أنه نتيجة تقاعس بلاتر أمام الاتحاد الكاريبي، كبّد «فيفا» خسارة وصلت إلى 3.78 مليون دولار، وأضاف المحققون: «بفشله في تأكيد دعوى «فيفا» ضد الاتحاد الكاريبي عند علمه بذلك، وافق بلاتر على أن وارنر سيثري نفسه بطريقة غير مشروعة على حساب الاتحاد الدولي».
ونال التحقيق الثاني القدر الأكبر من الضجة الإعلامية والدولية، والمتعلّق بالدفعة غير القانونية بقيمة مليوني فرنك سويسري في العام 2011، إلى الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، الفرنسي ميشال بلاتيني.
وأسفرت القضية عن إيقاف الثنائي القوي في دولة «فيفا»، في العام 2015، عن مزاولة أي نشاط مرتبط بكرة القدم، ولا يزال بلاتر يمضي فترة الإيقاف الممتدة 6 أعوام، بينما انتهت عقوبة إيقاف بلاتيني في أكتوبر الماضي، بعدما خفضتها محكمة التحكيم الرياضي من 8 إلى 4 أعوام.