مع استمرار الحجر المنزلي والحجر الصحي بالمملكة للحد من جائحة كورونا، واستمرار الاحترازات ضدها، تستمر الاجتهادات الإعلامية الرياضية من القنوات والبرامج المتخصصة بالرياضة في تقديم ما يسد رمق المتابع الرياضي للأحداث الرياضية..
ما يسعنا في هذا الوقت إلا أن نقدم الشكر لمسيّري قنواتنا وبرامجنا الرياضية على إثراء الأجواء الاحترازية التي تمتد لساعات طوال محاولين قتل الملل للمواطن والمقيم من المتابعين الرياضيين..
وعلى الرغم من استنفار إعلامنا الرياضي في تنويع فقرات البرامج الرياضية إلا أن هذا العمل الكبير تشوبه الشوائب..
وعندما يتوجب علينا شكرهم أيضًا يتوجب علينا انتقادهم وتقديم المقترحات لهم..
وقد يكون اختيار «بعض» المحاور يحتاج لشيء من الجدية والمصداقية والدقة..
المتابع الرياضي مع توسُّع التقنيات الحديثة وتنوع مواقع التواصل الاجتماعي أصبح أكثر ذكاء من قبل..
المتابع الرياضي أصبح يجيد استخدام محركات البحث، ويستطيع أن يحصل على المعلومة بكل سهولة، ويستطيع توثيق الأحداث بل، أحيانًا يكون مصدرًا موثقًا..
في الآونة الأخيرة تناولت «بعض» البرامج محورًا هشًّا، قد لا يليق بذائقة متابع رياضي أنهكته جائحة كورونا، وحرمته متعة متابعة المباريات، وحجمت من محيطه الواسع بين جدران منزله..
أن تكون جماهيرية فريق «العدالة» المغمور المتأهل لدوري الكبار لأول مرة في تاريخه أكبر من جماهير «الهلال والنصر» - مع فائق الاحترام الشديد لفريق العدالة - فإنه أمرٌ لا يصدقه ولا يقره حتى المنتمون للعدالة..
وأن تكون هذه النتيجة أُقرت في استفتاء لموقع متخصص بالرياضة، ويُعلن بشكل رسمي دون الخوض في أدق تفاصيل الاستفتاء والتعمق في مصداقيته، فأمرٌ يبعث على الدهشة، ويثير القلق حول مصداقية هذا الاستفتاء..
أخشى ما أخشاه أن تكون جماهيرية فريق العدالة التي تفوقت على جماهيرية أكبر الأندية السعودية «مسمار النعش» الأخير لبرامجنا الرياضية التي أشبعت مواضيع عدة ركلاً ورفسًا وتجاوزًا على كيانات الأندية..
يجب توثيق البطولات وعدد البطولات، والشعبية الجماهيرية، وتأسيس الأندية والمؤسسين، وغيرها من المواضيع التي تُركت عائمة، وتُركت على رف التراشق الكلامي و»الصياح» والإزعاج والتداخلات المخجلة والمملة..
كان من الأولى أن تبادر هذه القنوات والبرامج العزيزة للتنويع، واستغلال الوعاء الإعلامي، وملئه بما يتناسب مع ذائقة المتابع..
كان من الأولى أن تتبنى قنواتنا وبرامجنا أمر الاستفتاءات، وجعلها أكثر أمانًا ومصداقية ودقة وشفافية، وذات نتائج حقيقة؛ لتبث مادة إعلامية صادقة وشفافة وهادفة..
كان بالإمكان استضافة رجال اتحاد القدم والاتحادات الرياضية لملء الفراغ والهوامش من فقرات البرامج التي عجّ فيها الجدال، وكثر الاضطرار للخروج إلى فواصل إعلانية، سببت الممل، ومورس فيها القمع الفكري للمتابع..
وليعلم زملائي الأعزاء معدي ومقدمي البرامج أن افتعال الإثارة أصبح لعبة مكشوفة للمتابع..
أيضًا تكرار «بعض» الأسماء التي لا تخدم البرامج لغرض الإثارة المصطنعة، والاستفزاز، وتكرار مواضيع الجدال بشكل يومي تقريبًا، كلها أمور تساعد على ابتعاد المتابع؛ ليبحث عن مخارج ونوافذ إعلامية أخرى..
قنواتنا وبرامجنا الرياضية السعودية هي أولى بالمتابع السعودي..
ولكن جماهيرية فريق العدالة أعتقد أنها قلبت موازين المنطق والمصداقية..
قشعريرة
لبعض الزملاء مفتعلي الإثارة وأرباب تكرار المواضيع الجدلية.. رفقًا بالمتابعين قبل أن تفقدوا متابعتهم واحترامهم.
** **
- محمد الخيبري
@twitter: alkhayberi_2222