«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
تم إنشاء قناة «الثقافية» لتنضم إلى مجموعة قنوات التلفزيون السعودي، ومن ثم الاستغناء عن قناة «الجنادرية» تبعاً لذلك، ولسنوات برامجية قدمتها الثقافية ما بين بثها المباشر وغير المباشر، وبرامج من (أرشيف التلفزيون السعودي)، ومع ما وجه إليها ما بين نقد وانتقاد المثقفين بين مؤيد لبعض برامجها، وبين من يرى أن ما يعمها من ضعف برامجي يضعها أمام خيارين لا ثالث لهما: التطوير الشامل لجميع خطوط إنتاجها البرامجي، أو التوقف، ومع ذلك فقد وصف قرار إلغائها، لدى شريحة من المثقفين والمثقفات في المملكة بـ(الصدمة)، مقارنة بوجود القنوات الثقافية عربيا وإقليميا.
ثم انطلقت بعد ذلك قناة «فعاليات» لتكون مختصة في بث مختلف الفعاليات الوطنية الثقافية والفكرية والاقتصادية وغيرها، التي ظلت تكرر ما تم تغطيته من فعاليات «ليل نهار»، إذ يمر عدة أيام لا تكاد تشاهد سوى فعاليات سبق إعادتها لمرات ومرات.. ما جعل من إلغاء القناة الذي تزامن مع تكليف معالي وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، بوزارة الإعلام، يرفع من سقف «التوقعات»، أمام ما صرح به معاليه خلال اجتماعاته بقيادات الوزارة ورؤساء الهيئات، التي قال خلالها: «أداء الإعلام غير مرضٍ تماما، ولا يواكب تطلعات المواطن، ونهضة الوطن».
ومع انطلاقة قناة «ذكريات» مساء الخميس الماضي، فقد افترضت شريحة من الجمهور السعودي، أن وجود قنوات تلفزيونية مماثلة، مخصصة لبث أرشيف الإعلام جعل من إطلاقها عرفا «تقليديا»، درج عليه عامة الإعلام الرسمي للبلدان العربية بصفة خاصة، فيما اعتبرها آخرون أولى خطوات «الميل» في تطوير منظومة الإعلام السعودي، الذي يدعمه ما وصفه دكتور القصبي قائلا: «نمتلك مقومات وطنية هي محل فخر واعتزاز على الأصعدة كافة، إقليميا ودوليا، ولا بد لهذه المكتسبات من آلة إعلامية قوية وإبداعية، ترضي طموحات وتطلعات المواطنين، والعمل سيكون حثيثا -بإذن الله- خلال الفترة المقبلة لتحقيق ذلك».