في وقت الأزمات تظهر معادن الرجال، وفي المحن يتبين للجميع من يخلص في عمله، وبلادنا ولله الحمد تزخر بالأوفياء الذين يضحون بأنفسهم فداءً للوطن، ويعانون لرفعته، ويقاتلون من أجل حمايته، بالأمس (وما زالوا) جنودنا البواسل يسطرون الملاحم البطولية في ميادين الشرف، واليوم يُثبت أبطال الصحة أن الوطن بخير ما دام هؤلاء هم أبناؤه، وما دام يملك قوى بشرية تضحي وتبذل وتقاتل وتثابر من أجله، فلا غرابة في جهاز يقف على قمة هرمه الوزير النشط د. توفيق الربيعة، الذي أصبح هو والنجاح متلازمين في كل موقع يعمل به، هذا الوزير الذي يعشق التحدي، ويحب الصعاب، فهنئيًا للوطن به وبأمثاله، وهنيئًا للوطن بأبطال الصحة الذين تنازلوا عن راحتهم، وضحوا بأنفسهم، وعملوا فوق طاقاتهم، وأبلوا بلاءً حسنًا، وأثبتوا للمجتمع أنهم أبطال يستحقون التقدير والاحترام، وإن جهودهم هي من يتحدث عنهم. فعند ظهور جائحة كورونا وقبل أن تكتشف أي حالة في بلادنا ظهرت جهود وزارة الصحة جلية، وأبدت جاهزيتها بكل احترافية، وأثبتت قدرتها على إدارة الأزمة من خلال (مركز القيادة والتحكم)، فقد أقرت عددًا من الاحترازات المبكرة وأوصت أجهزة الدولة بالعمل بها ومنها:
* تخصيص 25 مستشفى للتعامل مع الفيروس.
* رسائل توعوية نصية مستمرة.
* وقف النظام الآلي لإصدار تأشيرات العمرة، وزيارة المسجد النبوي الشريف.
* تعليق الطيران الخارجي ومن ثم الداخلي.
* إغلاق الحدود البرية.
* إغلاق الحدائق والمتنزهات، وتعليق جلسات المقاهي والمطاعم.
* تعليق الدراسة، والمنافسات الرياضية، ومنع التجمعات بجميع أنواعها (أفراح، عزاء..)
* إيقاف صلاة الجمعة والجماعة في الجوامع والمساجد.
* تعليق استخدام البصمة.
* تخصيص خط ساخن لاستقبال الاستفسارات والاستشارات (937) على مدار الساعة، بوجود أكثر من 400 طبيب في اللحظة الواحدة.
* تجهيز مواقع حجر للقادمين من الخارج، وللمخالطين.
* تسخير التقنية الحديثة من خلال موقع صحتي، وتطبيق موعد، ونشر المقاطع التوعوية وغيرهما. من هنا يتضح مدى الجهود الكبيرة التي قامت وأوصت بها وزارة الصحة، وبدأنا نقطف ثمارها بحمدالله، وأشاد بها مسؤولو الدول الأخرى ومنهم رئيس وزراء سنغافورة، والقطاعات الصحية العالمية ومنها منظمة الصحة العالمية ومستشفى بوسطن، ولكن تبقى الشهادة الأكبر والوسام الأغلى هو ما قاله خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- عن منسوبي الصحة حيث قال عنهم: أولئك الذين يقدمون جهودًا جليلة للمحافظة على صحة المواطن والمقيم، باذلين أنفسهم في مواجهة هذه المرحلة الدقيقة.
وهذه بلا شك هي خير ما يفتخر به أبطال الصحة من قامة كبيرة قدّرت عملهم، وأثنت على جهودهم، ووجهت رسالة للجميع فحواها أن من يعمل فإننا نرى ونقدر ونثمن عمله.
ختامًا يحق لنا الفخر بهذا القطاع المتمكن بقيادة وزيره النشط د. توفيق الربيعة، وبقية العاملين به، ونسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب.