بدعوة كريمة من المملكة العربية السعودية عقدت بمدينة الرياض قمة عالمية استثنائية لقادة دول مجموعة العشرين عبر تقنية «الفيديو» وهي أول قمة عالمية تعقد افتراضيا في المنطقة والمحور الأساس لهذه القمة هو «فيروس كورونا الجديد» وهو الفيروس السابع من سلالة كورونا الذي انطلق من مقاطعة في شرق الصين، وتجاوز الحدود والمقاطعات والدول وأجبر سكان الأرض على البقاء في منازلهم وأغلقت المدارس أمام الطلاب والمكاتب أمام الموظفين، وأغلقت المساجد وتوقفت حركة المواصلات المحلية والإقليمية والدولية وتوقفت عجلة التنمية، ومع هذا ظهرت حوله إشاعات وتفسيرات متضادة حول أسبابه وكيفية ظهوره، ولكن تم تحديد اسم جديد له وهو «كوفيد 19»، ومما يزيد من قلق الجهات الصحية طريقة انتقال الفيروس المتعددة فكم حامل للفيروس وهو لا يدري بل ويقوم بنقله للآخرين بدون معرفة أوقدرة على التخلص منه، ولم يكن هناك من وسيلة لإيقاف الانتشار الا عن طريق عدم التواصل مع الآخرين وتوقف النشاط والسلوك الإنساني اليومي، وأصبح البقاء في المنزل هو الأداة الهامة والطريق الصحيح للحد من الانتشار، وهذه التطورات تمثل أزمة غير مسبوقة ووضعا حرجا غير مستقر على كافة المستويات والمجالات، وازدادت أرقام الإحصاءات للمصابين في العالم مما يؤكد خطورة الوضع العالمي، وهنا ظهرت أهمية دعوة المملكة لقادة ودول العشرين لمناقشة الأزمة أوكارثة كورونا الجديد، وهذا ما حدث في القمة الافتراضية العالمية، وكانت قمة فريدة عاجلة للقضاء على الفيروس الجديد مع ضمان توازن واستقرار الاقتصاد بكل مجالاته، وأن هناك حاجة ماسة لاتخاذ قرارات على مستوى عالمي لتحول من الأسوأ الى الأفضل بحول الله وقوته، وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مخاطبا قادة دول مجموعة العشرين : «يجب أن نعمل معا لمواجهة كورونا». وقال أيضا.. «تأثيرها توسع ليشمل الاقتصادات والأسواق المالية والتجارة « وأكد كذلك: يتوجب على مجموعة العشرين إرسال إشارة قوية لإعادة الثقة في الاقتصاد العالمي» وكانت الكلمة السامية هي خارطة طريق واضحة لمواجهة جائحة كورونا، وفي نفس الوقت الذي تعمل فيه المملكة على المستوى العالمي مع دول العشرين كانت هناك جهود كبيرة على المستوى الداخلي تجلى فيها تعاون الأفراد والمؤسسات لتنفيذ التعليمات الصادرة من وزارة الداخلية ووزارة الصحة، وكانت تلك الجهود متنوعة وعلى مستويات مختلفة
ويمكن القول: إن هذه القمة تأكيد بأن العالم يمر بمرحلة إيجابية لمواجهة الأوبئة بكافة أنواعها وأن العالم بعد كورونا ليس هو كما كان قبل كورونا.
اما البيان الختامي للقمة وردت فيه قرارات وتوجيهات ذات قيمة عالمية ومن تلك القرارات:
*تكليف وزراء الصحة بالاجتماع لمناقشة الإجراءات الصحية، وتعهد بمساعدات مالية لمنظمة الصحة العالمية.
واتخاذ إجراءات خاصة لحماية الاقتصاد العالمي في الوقت الحاضر، وكذلك في المستقبل بحول الله وقوته حيث ورد في البيان الختامي مانصه: «ولحماية المستقبل فإننا نلتزم بتقوية القدرات الوطنية والإقليمية والدولية للاستجابة للتفشي المحتمل للأمراض المعدية»
وورد كذلك «ونلتزم أيضا بالعمل معا على زيادة التمويل للبحث والتطوير في مجال اللقاحات والأدوية والاستفادة من التقنيات الرقمية وتعزيز إطار التعاون الدولي العلمي» ويبقى السؤال الهام للمراكز العلمية المتخصصة في الجامعات والكليات المحلية والإقليمية والدولية هل تقوم بالدور المناط بها.. لعل وعسى.