منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر ومن بداية أزمة تفشي وباء كورونا الذي لم يبق ولم يذر شبرًا واحدً على الكرة الأرضية إلا وقد أحدث فيها الرعب، لم نعد نتابع باهتمام ما يدور في وطننا فقط بل نحرص على متابعة مستجدات الأحداث في العالم بأسره وما وصلت له دول العالم، فبين متشائم ومتفائل وهلع من هول الكارثة ورجاء ودعوات لخالق الأرض والسموات بأن يرفع عنا البلاء ويزيل الغمة.
العالم يواجه عدوًا لا يُرى بالعين المجردة عدوًا مجهول النسب والأصل والعرق فلا يُعرف منه إلا أعراض تبدو على المصاب الذي يتحول بنظر محيطه لشبح مخيف لا يمكن الاقتراب منه، فاليوم الذي يكتشف فيه مصاب جديد هو بمنزلة هزيمة جديدة وارتفاع في معدل القلق والهلع لدى الشعوب، وأغلب الجهود حالياً تتجه لليسطرة أولاً على تفشي الوباء ومحاصرته وبالتالي بحث إمكانية علاج الحالات المصابة وفي الوقت ذاته إيجاد لقاح يقي من الإصابة به. كل هذه الإجراءات لن تنجح دول العالم بها إذا لم تع الشعوب الخطر المحدق بها وتسهم بوعيها وتعاونها في الحد من انتشار العدوى.
إن المتابع للمشهد الصحي يرى بالفعل ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود على المستوى المحلي والعالمي صحياً وإنسانياً وأمنياً واقتصادياً، ما يجعله يتجه بأكف الضراعة لله على النعم العظيمة التي مَنَّ الله بها علينا في هذا الوطن العظيم الذي لم تدخر قيادته جهداً في حماية مواطنيها بالأخذ بكل أسباب وسبل الوقاية، إيماناً ويقيناً بقضاء الله وقدره وتطبيقاً لهدي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع هذه الأزمات كما هو معروف في حال انتشار الأوبئة، فهذه الأزمة الإنسانية كشفت للشعب السعودي أولاً ولجميع شعوب العالم ما يحظى به المواطن السعودي من مكانة واهتمام ورعاية وحرص.
هذه المشاعر الأبوية التي لمسناها جميعًا في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزير -حفظه الله- لابد وأن تُقابَل بمسؤولية ووفاء وبر، ولن يصل البر والأحسان في هذه الأزمة التي حيرت العالم إلا بالامتثال التام لتوجيهات ولاة الأمر والتزام منازلنا، فكلنا مسؤول في هذا الوطن عن كل من هم تحت ولايتنا ورعايتنا، وليكن أملنا وحسن ظننا في الله وبرحمته التي وسعت كل شيء بتجاوز هذه الأزمة أولاً، وثانياً ثقتنا التامة في ولاة أمرنا وحسن إدارتهم للأزمة التي سخرت لها الدولة جهودها وإمكاناتها كافة لمواجهة هذا الوباء. أما ثالثاً فيجب أن لا نكون سبباً بفقد وخسارة من نحبهم ببعض الممارسات اللامسؤولة.