شيكاغو - (أ ف ب):
قبل ستة أسابيع فقط كان شيلي هاورد يتنقل ستة أيام في الأسبوع بين مطاعم شيكاغو مع أصدقائه، لكن على هذا الأمريكي -كما الملايين في الأرض- قضاء أمسياته وحيدًا في شقته بسبب وباء كوفيد-19 العالمي.
وهاورد البالغ من العمر 73 عامًا اجتماعي جدًّا بطبعه، ينشر دومًا صور سهراته التي غالبًا ما يظهر فيها وهو يصافح ويعانق أصدقاءه، لكن في ظل العزل، وإغلاق المتاجر غير الأساسية كافة، انقطع هاورد الذي يعمل مصمم غرافيك في قطاع الموسيقى بشكل شبه تام عن أي تواصل بشري.
ويقول هاورد: «أنا شخص يحب معانقة الآخرين، والناس يحبونني جدًّا.. لكن هذا الواقع». تشبه تجربة هاورد تجارب كثيرة حول العالم؛ هم مكتئبون لعدم مخالطة الآخرين التي كانت تعتبر مكتسبًا حتميًّا، ويرى العلماء أنها حيوية. وتشير مديرة معهد «تاتش ريسيرتش» في كلية الطب في جامعة ميامي تامي فيلد إلى أن «ما يحصل عند لمس الآخرين عبارة عن تغيير جسدي بحت». وتوضح أنه في تلك اللحظة «يتباطأ الجهاز العصبي. معدل ضربات القلب ينخفض، وكذلك ضغط الدم. الموجات الدماغية تتجه نحو مزيد من الاسترخاء؛ وهو ما يؤدي إلى انخفاض في الكورتيزول، الهرمون المسؤول عن التوتر».
وتشجع ماري كارلسون عالمة الأعصاب في كلية الطب في هارفارد على التواصل النظري. وتخصصت كارلسون في مجال الحرمان الحسي بعدما درست حالة الرضع الذين كبروا في منشآت في رومانيا في التسعينيات، كان فيها عدد قليل من الموظفين. وتقول: «أشجِّع الناس على التفاعل الاجتماعي عبر النظر والسمع». مضيفة «لمن يعيشون وحدهم، التكنولوجيا تتيح هذا التفاعل عبر المكالمة الهاتفية أو الفيديو للتعويض عن هذه الحقبة الضرورية والمؤقتة من القيود على اللمس».
وتطمئن كارلسون القلقين من فقدان مقدرة التواصل الطبيعي في مرحلة ما بعد الوباء، وتشرح: «أعطي دائمًا مثالاً بنيلسون مانديلا الذي أمضى 27 عامًا في السجن». موضحة «نعلم جميعًا ما حصل حين خرج. شاهدناه على التلفزيون، وسمعنا كل ما قاله. لم يفقد إطلاقًا قدراته الاجتماعية، وحساسيته تجاه الآخرين».
لكن تامي فيلد من معهد «تاتش ريسيرتش» توصي -على سبيل المثال- الناس الذين يعيشون بمفردهم بالجلوس أرضًا، والقيام بتمارين تمديد العضلات، والاستحمام، والسير لتحفيز مستقبلاتهم الحسية.