«الجزيرة» - الاقتصاد:
حدَّدت ورقة بحثية صادرة من مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» خمسة عوامل تؤثر على تأثر الطلب على الطاقة خاصة الكهرباء في القطاع السكني، وهي العدد الإجمالي للأسر والمساحة التي يعيش فيها الفرد وكفاءة الطاقة وكثرة المساكن بالإضافة إلى الأجهزة المنزلية وسلوك المستهلك.
وأبانت الورقة التي اطلعت عليها صحيفة «الجزيرة» أن زيادة الدخل وسرعة التحضر ساهما بنتقال المملكة إلى نمط حياة أكثر استخدامًا للطاقة، حيث توفر معظم مشاريع الإسكان الجديدة أماكن إقامة حديثة مثل الشقق والفلل، والتي ترتبط بالبنية التحتية الأحدث للطاقة والتي أصبحت أكثر استهلاكًا للطاقة.
وتوقعت الدراسة ازدياد الطلب على الفلل من الأسر السعودية والتي تعتبر اكثر استهلاكًا للطاقة، وذلك بسبب زيادة المساحة والراحة والخصوصية التي توفرها الفلل، خاصة مع استهداف برامج الرؤية إلى وصول نسبة تملك في صفوف إلى 70 % بحلول 2030.
ودعت ورقة «تأثير الديناميكية السكانية على حركة الطلب على المسكن والاستهلاك السكني للطاقة في المملكة» صنّاع القرار على تبني معايير أكثر صرامة وكفاءة في استخدام الطاقة لجميع الوحدات السكنية الجديدة والأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى تحفيز سلوك المستهلكين على الحد من استخدام الطاقة وشراء الأجهزة عالية الكفاءة، لدعم التخفيف من آثار التغيرات الديموغرافية والتغيرات في نمط الحياة على معدلات الطلب على الطاقة.
وأوضحت الورقة أن السعودية ضمن الدول العشر الأولى في سرعة النمو السكاني بسبب التوسع السكاني وارتفاع الخصوبط والانخفاض الحاد في وفيات الأطفال، بجانب التحسن في متوسط العمل وإقبال العمال العائلات للعيش فيها لازدهار الاقتصاد السعودي، حيث شهد تنموًا هائلًا في عدد السكان خلال نصف القرن الماضي، حيث ارتفع إجمالي عدد سكان المملكة بمعدل 3.7 % خلال 48 عامًا وذلك في الفترة من 1970 وإلى 2018م، ووصل إلى أكثر من 33 مليونًا.
وأدت الزيادة الكبيرة في عدد السكان إلى آثار كثيرة على اقتصاد المملكة، حيث يؤدي المسكن والطلب الناتج عن استهالك الطاقة في القطاع السكني من بين أهم احتياجات أعداد السكان المتزايدة، حييث يتزايد الطلب المحلي على السلع العامة مثل الطاقة والمياه والخدمات مثل التعليم والرعاية الصحية مع ارتفاع عدد السكان.
يذكر أن مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية مركز عالمي غير هادف للربح يجري بحوثًا مستقلة في مجال اقتصاديات الطاقة وسياساتها وتقنياتها بشتى أنواعها، والدراسات البيئة المرتبطة بها. ويعكف المركز على إيجاد حلول للاستخدام الأكثر فعالية وإنتاجية للطاقة لتمكين التقدم الاقتصادي والاجتماعي محليًا وإقليميًا وعالميًا.