حظيت المدينة المنورة باهتمام ورعاية الدولة السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- شأنها في ذلك شأن بقية مدن المملكة، وسار على ذات النهج أبناؤه الملوك من بعده، وتوالت مشروعات الخير في شتى ميادين التنمية بالمدينة المنورة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- حيث أولاها -رعاه الله- جل اهتمامه ودعمه، وفق منظومة مترابطة تتركز في المقام الأول على تقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن ولساكني المدينة وزوارها والمقيمين فيها، إلى جانب استمرار عمليات التطوير للخدمات في شتى المجالات الصحية والتعليمية والثقافية والخدمية من طرق وكهرباء ومياه وغيرها، وذلك بمتابعة دؤوبة واهتمام بالغ من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة المدينة المنورة - حفظه الله.
في الثاني من ربيع الأول من عام 1434هـ كانت المدينة المنورة على موعد مع استقبال أميرها الجديد، المتخرج من مدرسة الملك سلمان بن عبدالعزيز (الأب والقائد والمعلم) وما أروعها من مدرسة!، الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة أكسفورد من المملكة المتحدة، الأمير الشاب المثقف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقد شهدت المدينة المنورة خلال الأعوام السبعة الماضية نقلة حضارية متطورة في كل المشاريع التنموية وتطوير البُنى التحتية وخاصة المشاريع الخدمية، مع تشييد الواجهات الحضارية والمعمارية للمدينة، بما يتوافق مع صبغتها الدينية والثقافية ومكوناتها التاريخية، ارتكزت جميعها على فكر جديد وتخطيط سليم وتنفيذ متقن، تبناها وتابعها لحظة بلحظة الأمير فيصل بن سلمان.
كما أعطى سموه جل وقته وكبير اهتمامه لخدمة المسجد النبوي الشريف وخدمة ضيوف الرحمن من حجاج وزوار ومعتمرين، في إطار اهتمامه الشامل بالمدينة ككل من احتياجاتها ومتطلبات ساكنيها والمقيمين فيها، كما تبنى سموه برامج عدة اجتماعية وثقافية وتطويرية من بينها برنامج (أنسنة المدينة) الهادف إلى تطوير الطرق الرئيسة والمحلات التجارية وتحويل الأحياء العشوائية إلى أحياء حضارية بلمسات جمالية لا تتعارض مع هوية المدينة.
والحديث عن إنجازات ومبادرات الأمير فيصل بن سلمان يطول، ولا يمكن اختزالها في أسطر عدة، ولعل منها إضافة إلى ما سبق، المبادرة بإنشاء مراكز الخدمة الشاملة التابعة للإمارة كأول إمارة تضم الجهات الحكومية كافة لإنهاء المعاملات إلكترونيًا وكذلك بين الجهات الحكومية الأخرى، وهو المبادر أيضاً في تبني جائزة التميز الحكومي، ورؤيتها الارتقاء بالمدينة المنورة لمدارج المدن المتميزة في مختلف المجالات المرتبطة بالإنسان من خلال نشر وترسيخ ثقافة ومفاهيم الجودة والإبداع والتميز.
كما تبنى سموه إنشاء المتحف الإسلامي بجوار المسجد النبوي الشريف مجهزًا بأفضل التجهيزات العالمية لعرض الآثار الإسلامية واستقطاب الآثار الإسلامية من المعارض المحلية والإسلامية والعربية وعرضها بنظم عالمية حديثة ومؤرخة وموثقة مع إتاحة الفرصة لملايين المسلمين للاطلاع على هذا الإرث الإسلامي.
وفيصل بن سلمان (المسؤول) تتشكل شخصيته العملية بين قوة الشخصية واتخاذ القرار والقدرة على الابتكار والإبداع والعزيمة والانضباطية في العمل والكفاءة العالية في رسم الأهداف وتحقيقها، ليس ذلك فحسب بل إنه يولي الجانب الميداني الأهمية القصوى، لأنه يراه المرآة الحقيقية لمعرفة الاحتياج وكشف القصور في التنفيذ.. يتفقد إدارات المدينة وأحيائها ويقوم بجولات مستمرة على المحافظات والمراكز والهجر التابعة للمنطقة، يلتقي بالأهالي أينما حل لمعرفة احتياجاتهم.. شعلة من النشاط لا تتوقف، سجل ناصع في جبين الوطنية والمسؤولية، زاخرًا بالبناء والحيوية والأمل، مخططًا منفذًا جادًا في خطوات متسارعة ومتواصلة لا تعرف التراجع ولا التردد..
فيصل بن سلمان (الإنسان) اندمج سموه في المجتمع المدني بأطيافه كافة، أحبه أهلها وأحبته المدينة، وبادلهم الحب بحب أكبر، ففي البعد الاجتماعي يزاورهم ويتفقد أحوالهم، يشاركهم أفراحهم ويواسيهم في أحزانهم، وفي الجانب الإنساني يظل سموه نهرًا جاريًا من العطاء والبذل في مساعدة الفقراء والمسنين والمعاقين وإغاثة المحتاجين والمتضررين.
وقفة خاصة..!
قبل أيام قليلة طرأت لي حاجة مستعجلة، فاستشرت أحد الأصدقاء، فقال لي: اتصل على الأمير فيصل بن سلمان.. قلت له أتمزح؟ وفي هذه اللحظة بعد منتصف الليل.. قال: يبدو أنك لا تعرف سموه، قلت: بل أعرفه ويعرفه أهل المدينة المنورة بنبله وأخلاقه وتواضعه وحرصه -حفظه الله- على خدمة طيبة الطيبة وساكنيها وزوارها والمقيمين فيها، ولكنني في حرج من الوقت، قال: افعل، فاتصلت على قصر سموه بعد تردد، وفي أقل من عشر ثوانٍ كان سموه على الخط الهاتفي، فاعتذرت لسموه عن الوقت، فقال: أبداً ما وُجدت هنا إلا لخدمة المدينة وأهلها، ثم رحب واستمع لحاجتي عبر حوار أعطاني فيه فرصة الاسترسال في موضوعي قبل أن يُطيّب خاطري بالرد الشافي والمريح... لم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. فقد تلقيت من سموه اتصالاً هاتفيًا في اليوم الثاني، يسأل عن موضوعي ويتابع مستجداته، وكلمات أخرى جميلة من سموه تكشف من جديد اهتمام وتواضع سموه وحرصه على قضاء حوائج الناس، مثلما تؤكد عمق العلاقة بين المسؤول والمواطن.
فيصل بن سلمان (الأمير.. الإنسان) يعجز اللسان ويقصر البيان ولا يدري ماذا يكتب البنان عن تطويع الحروف من أجل وصف مناقبك الجميلة وأعمالك الجليلة.. وما ذكرناه يبقى قليلًا من كثير من ملف ضخم زاخر بأعمالك وأفعالك خدمة لطيبة الطيبة وساكنيها وزوارها والمقيمين فيها. ما أروعك من أمير! وما أجملك من إنسان!.. لا غرابة في ذلك «ابن ملك.. حفيد ملك» جزاك الله خيرًا يا أمير.
** **
- المدينة المنورة