«الجزيرة» - عبدالعزيز محمد:
لم يكتف النظام الإرهابي في إيران بتصدير العنف والخطاب المذهبي المتطرف ودعم الجماعات والميليشيات الإرهابية، بل تعدى ذلك إلى «صمتها» عن الأعداد الفعلية لمصابي فيروس كورونا، وتصديره لغالبية العواصم العربية والعالمية.
النظام الإيراني، لديه مشكلة حقيقية مع كل «هدوء»، وينفعل كثيراً من كل إيراني يحاول التفكير بصوت مسموع، إنه نظام قمعي رجعي بكل المقاييس، وخارج عن الحياة الطبيعية.
وقد منح مؤخراً، مهرجان برلين السينمائي جائزته الكبرى «الدب الذهبي» للمخرج الإيراني محمد رسولوف عن فيلمه «ذير إز نو إيفِل» وهو عمل ينتقد بشكل حاد عقوبة الإعدام في بلاده. وتسلّمت الجائزة، باران إبنة رسولوف، والتي شاركت كممثّلة في الفيلم، ورسولوف البالغ من العمر 48 عاماً، ممنوع حالياً من السفر خارج إيران، الأمر الذي حرمه من حضور المهرجان وتسلّم جائزته.
وحُكم على رسولوف العام الماضي بالسجن لمدة سنة بتهمة «التعرض لأمن الدولة»، ومُنع من صناعة الأفلام مدى الحياة، ولا يزال رسولوف بانتظار تنفيذ الحكم الصادر في حقه، وكانت السلطات قد صادرت جواز سفره عام 2017 بعد عرض فيلمه «رجل نزيه» الذي يهاجم الفساد، خلال مهرجان كان.
وشارك في استلام الجائزة المنتج الإيراني كافيه فارنام الذي تَوَجّه بكلمته إلى جائزة «الدب الذهبي» قائلاً «أريد أن أطلب منك أن تعانق محمد، معلمي وصديقي وأن تقول له: محمد، أنت لست وحدك». وفي مقابلة مع مهرجان برلين السينمائي الدولي عبر خدمة سكايب، نشرت قبل يوم من الإعلان عن أسماء الفائزين، قال رسولوف «قصة كل جزء في الفيلم مستوحاة من تجربتي الشخصية».
وروى رسولوف كيف استوحى أحد أجزاء الفيلم الأربعة بعد رؤيته رجلاً، أجرى معه تحقيقات خلال فترة سجنه، خارجاً من مصرف. وقال رسولوف إنه تابع الرجل لبعض الوقت، مضيفاً «أدركت كم هو شخص طبيعي وكم يشبه جميع الآخرين. أدركت عدم وجود وحش، لم يكن هناك شرّ أمامي، وإنما مجرّد شخص لا يشكّ في تصرفاته».