عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)... أستغرب من الطرح المبالغ فيه حول تقنية الفار (VAR) والإسهاب في النقاش والحديث حول تقنية عادية تخضع في النهاية للقدرات البشرية وقدرات من يقف خلف استخدامها وإدارتها التي يجب أن يكون على مستوى عال من الإمكانات والحس لأداء مهمته على أكمل وجه.
لقد وجدت التقنية جدلاً واسعاً بين مؤيد لاستمرار الاستعانة بها وبين مخالف يرى أنها أصبحت عائقاً وقاتلاً لمتعة اللعبة، والحقيقة التي أراها أنا من وجهة نظري الشخصية أن التقنية ما هي إلا وسيلة وطريقة لتوجيه الحكم بما تريد الغرفة المغلقة ومن بداخلها، وكنا سابقاً نبني ونتصور أن دخول تقنية جديدة لا بد أن يكون لها عيوب ومشاكل كتجربة جديدة ومن مبدأ حسن النية ظننا أن العملية تحتاج إلى مزيد من الوقت والتدريب والتأهيل لتتلاشى جميع السلبيات أو أغلبها، ولكن وبعد دخول التجربة لموسمها الثاني وزيادة الأخطاء وتباين القرارات واختلاف التقييم أصبح الكل يتحدث ويرمي التهم ويشكك حتى إن بعضهم أصبح يقول إن فرقا حصلت على نقاط غير مستحقة، وهذا ما زاد من حدة التوتر واستمرار الجدل حول استخدام تقنية الفار وليس التقنية نفسها التي بالتأكيد لو وجدت من يتعامل معها باحترافية لَسَاعَدَتْ أكثر وأكثر على تلاشي الأخطاء.
لقد ترسخ لدى بعضهم من خلال ما حدث في عدة لقاءات ومواجهات وما حدث فيها من كوارث غير مبررة أن تقنية الفار أصبحت توجه الحكم لاتخاذ القرار التي هي تحدده وترغب في تنفيذه، وكأن الحكم لا يفقه ولا يعي بدوره أو بقانون اللعبة حتى وصل الأمر ببعضهم إلى توجيه الاتهام إلى لجنة الحكام ورئيسها ومن يقف خلفها رغم أنني أعتقد أن جميع هؤلاء أبرياء فليس لهم مصلحة مما يحدث، فرئيس اللجنة أسباني والحكام أجانب، واللقاءات التي أدارها حكام سعوديون نجحوا بامتياز باستثناء الحكم الذي أدار لقاء الفيصلي والفتح الذي انتهى بالتعادل، فالمباراة كانت أكبر منه فهو سجل فشلاً ذريعاً ولا أجد مبرراً مقنعاً لاستمراره ووجوده حتى هذا الوقت، فالحكام المواطنون أفضل وبكثير من الحكم الأجنبي إذا عملت تقنية الفار باحترافية واختيار عناصر متمكنة، فأي تقنية من الطبيعي أنها تساعد ويكون العمل من خلالها أكثر دقة واتزانا، ولكن تحتاج إلى كوادر متميزة وقيادة قوية ومسيطرة ولا تقبل التدخل في مجال عملها، أما الأمانة فهي مبدأ ومسؤولية أمام الله قبل أن تكون أمام البشر والله سبحانه حمل الإنسان الأمانة في كل شيء وعطف عليه من جسامة ثقلها، ولا نشك أو نتهم أحدا ولكن نذكر دائماً بأن نجاح أي عمل وتميزه يعود إلى الإخلاص وصفاء النية والأمانة، ولا نزكي أحداً على الله، ونذكر دائماً بالعمل الصالح ومراقبة الخالق وتذكروا جميعاً أنكم ملاقوه يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
نقاط للتأمل
- بكل أمانة وحيادية لم أستطع أن أجد تفسيراً واحداً لإصدار إدارة نادي النصر البيان الأخير حول رئيس لجنة الحكام وطلب إعفائه، فلا تتم معالجة الأخطاء والمشاكل بهذه الطريقة (فليس هكذا تورد الأبل)، ومتأكد أن إدارة نادي النصر ومن يعمل بها يدرك ويعي أن رئيس لجنة الحكام ليس هو المعني في إخفاق عمل لجنته وأكبر دليل اختيار الحكام وعدم عودة المتميزين منهم فلماذا أصدر البيان وما هو الهدف منه لا أعلم؟
- أعتقد أن أكثر الفرق تضرراً من حكام هذا الموسم وغرف الفار الاتحاد والتعاون فقد صودرت حقوقهما في كثير من اللقاءات رغم اختلاف الحكام، ولكن لماذا الله أعلم فلا أجد الإجابة، وهذا ما جعل مسؤولي الناديين وإعلامهما يبدون تذمرهم واستياءهم مما يحدث من إجحاف تحكيمي ضدهما وكل الأمل ألا تزيد الأوجاع على الفريقين.
- قدم المتميز البرازيلي جوليانو لاعب نادي النصر مستوى مبهرا وعالي الأداء في لقاء الأهلي الأخير وتوج أداءه بتسجيل هدفي فريقه وإعادته للمباراة من جديد بعد أن كان متخلفاً بهدفين في شوط اللقاء الأول مؤكداً أن انخفاض مستواه في وقت سابق كان نتيجة إرهاق وإصابة، ويعتبر اللاعب جوليانو من أفضل وأرقى اللاعبين المحترفين في ملاعبنا وأن الهجمة الشرسة وغير المبررة من بعض ممن يدعي عشق العالمي ما هي إلا نزوة وغيرة وجهل غير مبرر، فاللاعب فوق مستوى نقد مَنْ أصلاً لا يعرف ولا يدرك تقييم اللاعبين فكم كان سكوته أفضل من أن يتحدث بما لا يفقه!.
- مع كل صباح ومساء أحمد ربي وأشكره الذي رزقني وألهمني الابتعاد عن بعض مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة (تويتر) والذي يستمتع بعضهم في الإساءات والتجاوز والنقد غير المحبب ولا المبرر، وأتصور أن وجود تويتر ليس لهذا الطرح والتناحر والإسقاطات، فوجوده يخدم المجتمع في تناقل الأخبار والمعلومات والنقاش المفيد والتنبيه لكل ما هو خطر على الناس ولا بأس أن يكون هناك جدل في أمور تعود بالخير لشخص وما ينفعه، أما ما يحدث فهو أمر غير مقبول ولا يتناسب مع أخلاقياتنا وتربيتنا ومجتمعنا، وكل ما أتمنى أن يكون هناك تفعيل رقابي لكل تجاوز ومحاسبة كل من لا يحترم المجتمع وعاداته وتلاحمه فالكلام الطيب صدقة والله يهدي الجميع.
خاتمة
كل شيء يرحل... إلا الخير
يظل مغروساً في النفوس الصافية هنيئاً لمن يزرع الخير بين الناس، فنقاء القلب ليس غباءً إنما فطرة يميز الله بها من أحب.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.