يعتبر سكان الرياض الأكثر «طرباً» مقارنة بمناطق المملكة، نظراً لـ «كمية» الحفلات الغنائية التي احتضنتها العاصمة خلال الفترة الماضية، أسهم «موسم الرياض» في تعدد تلك الحفلات وحضور فنانين لأول مرة للغناء في السعودية.
واختصر الحراك الجديد التي تشهده البلاد المسافة والوقت للمواطن والمواطنة الراغبين في الاستمتاع بالحفلات الغنائية والترفيه عن أنفسهم أو الحضور لفنانهم الأول، وتعدى ذلك إلى حضور فنانين عرب منهم من قدم للمرة الأولى، قابله حضور جماهيري كبير، حيث سجلت معظم الحفلات «سولد أوت» في الساعات الأولى من الإعلان عنها، كدليل على تعطش للحضور، وذلك بعد أن كان السعودي متنقلاً بين العديد من العواصم العربية لهذا الغرض، لحضور حفلة لفنان العرب محمد عبده أو الفنان عبادي الجوهر، ماجد المهندس، راشد الماجد، رابح صقر وغيرهم.
وقابل هذا الحراك حرص الفنانين العرب في المشاركة في أي حفلة غنائية تقام في مدن السعودية، وجاء «موسم الرياض» على قمة تلك المهرجانات، وحضر العديد من الفنانين من أغلب الجنسيات العربية والآسيوية والأفريقية، وكذلك الأمريكية، وتطور الأمر إلى إقامة مهرجان كبير لأهم الدي جي في العالم من خلال مهرجان مدل بيست. وسحبت الحفلات الغنائية التي تقام في المملكة البساط من عدد من الدول العربية، واصبحنا مصدرًا حقيقيًا للأغنية العربية، وتوجهت التغطيات الإعلامية العربية بكثافة لحفلاتنا والتي صاحبها ازدهار كبير في العديد من المجالات التنموية، وفيما «كنا» كصحافة فنية سعودية على رأس المدعوين لأي مهرجان غنائي عربي، وذلك بسبب «قوة الصحافة لدينا» وكذلك لعدد الفنانين المشاركين من السعودية، والأهم ترويج لتلك الحفلات واستقطاب الجمهور، تغيرت المعادلة، بل وقواعد اللعبة كاملة، عادت مجدداً الحركة الفنية في السعودية وبالتأكيد يقف خلف هذا الحراك فنان العرب الأستاذ محمد عبده، والذي يعتبر الأكثر حضورًا ومشاركة بين الفنانين كافة. في سنوات سابقة كانت الحفلات الغنائية في السعودية متركزاً مهمًا لفعاليات الصيف، في مدينة أبها مثلاً ومن خلال مسرح المفتاحة كانت الحفلات الغائية أساس فعاليات الصيف منذ عام 1998م وحتى عام 2007م، وكذلك الحفلات الغنائية التي كانت تقام في جدة، وفي السنوات التي توقفت الحفلات الغنائية في السعودية، تابعنا تأثيرها على الكثير من الجوانب، أهمها ما يقدمه الفنان السعودي من أعمال متواضعة وضعيفة جداً، لأن الفنان يعلم بأنه لم يعد هناك جمهور سيطلب الأعمال العريضة على المسرح، ولذلك بحث الفنان عن الأعمال السريعة، وظل الفنان السعودي يقيم حفلاته خارج الحدود وبالطبع سيتبعه جمهور غفير سيدفعون ويدفعون مبالغ مالية مرتفعة لحضور تلك الحفلات، حتى الجمهور بات راضياً بأي عمل حتى لو كان ضعيفاً، لأنه لو كان هناك حفلات داخلية لرفض الجمهور غناء تلك الأعمال، ولا يخفي على الجميع بالفوارق بين الحفلات الداخلية والخارجية.