(الجزيرة - الثقافية) محمد هليل الرويلي:
رهان البداية، أُطلق في السابع من يناير 2017 م، حاملًا عنوان «المجلة الثقافية» في رحلة مسكوكة عربية عبر «أوطاننا العربية» واعدين يومها أن ما حملته الغيوم الحُبلى في رحم السماء، إنما ستنداح شآبيبها من مدامع «الجزيرة الثقافية» مساحات وكروم نضرة يعمقها جذور التاريخ المتشرب للأرض العربية. جلنا بين أسوار جبالها المتشجة، وأوديتها السحيقة، بمنظار بانورامي عربي الأبعاد، اعتاد أن يكون صوته أسمق حين يترنم بأبيات قصيدة، ند صوت شاعرها من رقيم ديوان خلدَ وجلد، وعلى آثار القاصين والروائيين مشينا، ومشينا وإن طالت الحكاية وتهادت حبكتها عبر الأجيال، وتناولنا صبغة ألوان وريش الفنانين وتسمرنا بجانب لوحاتهم. نظرنا بعين النّقاد متوغلين عقلية المفكرين ودهلزة أجندتهم وسجالاتهم، كما طرقنا أبواب الحركات الإعلامية، والمسارح ودور السينما وشتى الفنون العربية في البلدان..
كل ذلك كان طوال ثلاث سنوات مرت في مسيرة وأروقة مدائن العالم العربي وأقطاره تمسرحت معكم «الثقافية» على مقاعد التمعين والابتصار وما اكتنفته خرائط حراك الثقافة تخطينا اعتوارات المفاوز واعتثارات الترسميات.
ثلاث سنوات مضت، قضيناها معًا في عمر الرحلة، مصيخين السمع مطرقين النظر إلى هؤلاء وهؤلاء.. بدأناها من: مصر، الجزائر، اليمن، العراق، سوريا، الأردن، فلسطين، دول الخليج العربي، السودان، المغرب، تونس، ليبيا، الصومال، موريتانيا، أريتيريا، وكان عدد السبت السابق 15- فبراير 2020 م، حافلًا عن جيبوتي. وها هو اليوم -صاحبكم- الأعرابي، على ظهر ذلوله (العلياء) قافلًا إلى أرض الوطن، ألقى عصا الترحال، حالّا خِرجه، يسلّم أضابيره الأخيرة، مدير تحرير الشؤون الثقافية بصحيفة الجزيرة والمشرف على «المجلة الثقافية» الدكتور إبراهيم التركي، مُعلنا إنهاء رحلته الصحفية «رقيم ودهاق أوطاننا العربية» بملف مختص ناهز المشاركون فيه الثلاثين من أعلام حراك مشهدنا السعودي، من الأدباء والنقاد المثقفين والمثقفات، يصوغون رؤاهم، ويدونون رقيم المملكة العربية السعودية.