«الجزيرة» - الاقتصاد:
في شهر عاصف خلال يناير الماضي، اتسم فيه أداء أسهم شركات قطاع الطاقة حول العالم بالتذبذب مع المخاوف المتعلقة بانتشار وباء فيروس كورونا، واضطرابات جيوسياسية، كانت أسهم أرامكو تغرد بعيدًا عن السرب، وفقًا لتقرير لوكالة بلومبيرغ.
وتراجعت أسهم أرامكو الشهر الماضي نحو 3 % فقط؛ لتغلق فوق مستوى سعر الطرح الأولي في وقت تراجع فيه خام برنت بنحو 12 %، فيما تراجعت أسهم شركات الطاقة بمتوسط بلغ نحو 10 % على غرار رويال داتش شل وتوتال.
وأرجع محللون، تحدثوا إلى الوكالة، الأمر إلى طبيعة السوق السعودية على وجه التحديد، مع امتلاك غالبية أسهم الشركة من قِبل المستثمرين المحليين الذين بخلاف المستثمرين ومديري الصناديق الأجانب لا يميلون للبيع في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية وتراجُع أسعار النفط.
وأضاف التقرير بأن طبيعة الطرح الأولي واتجاه الحكومة السعودية نحو الاعتماد على المستثمرين المحليين والصناديق الخليجية في بيع حصة 1.7 % من أسهم الشركة في أكبر طرح عام بالتاريخ، ومع عدد مستثمرين أفراد يبلغ نحو 5 ملايين مستثمر، لم يُسمح في نهاية المطاف للأجانب سوى بتملك نحو 23.1 % من الأسهم المطروحة؛ وهو ما حدَّ في نهاية المطاف من التقلبات السعرية على السهم.
وقال محللون في مجموعة «يو.بي.إس» إن اعتماد أرامكو على المستثمرين المحليين «يعطيها درجة أكبر من المرونة في التعامل مع المخاطر الجيوسياسية والاضطرابات المحتملة».
وبدأت وحدة الأبحاث التابعة لمجموعة «يو.بي.إس» السويسرية تغطيتها لسهم أرامكو 29 يناير الماضي مع تحديد السعر المستهدف للسهم عند مستوى 34 ريالاً، وتوصية محايدة. ومن أحد العوامل الأخرى التي دعمت أداء سهم أرامكو، بحسب تقرير بلومبيرغ، هو مشتريات الصناديق الاستثمارية المرتبطة بالحكومة السعودية.
وتوقَّع 22 محللاً من أصل 24 في استطلاع أجرته الوكالة قبل طرح أرامكو أن تمثل مشتريات تلك الصناديق دعمًا لأداء سهم عملاق صناعة النفط السعودي.
ومن بين الأسباب الأخرى التي سردها تقرير بلومبيرغ هو متوسط قيم التداولات على سهم أرامكو التي بلغت بالمتوسط نحو 106 ملايين دولار يوميًّا خلال الشهر الماضي مقارنة مع متوسط بلغ نحو 1.1 مليار دولار لإكسون موبيل، ونحو 259 مليون دولار لشركة توتال و152 مليون دولار لشركة رويال داتش شل في خضم الموجة البيعية التي شهدتها أسهم تلك الشركات.