يزخر إقليم سدير (محافظة المجمعة) كسائر وطننا الغالي بنهضة تعليمية شاملة قامت على معلم كفء وطلبة ينشدون المعالي، ودائمًا حينما نتحدث عن المبدعين والمميزين ممن وصلوا إلى المراتب في خدمة الدين والوطن والملك قد يغيب عن بالنا دور المعلم الذي صقل شخصيتهم وطورهم وقام بدور مهم في تلك الفترة من حياة الطالب لا يقل عن دور والديهم في مجال العلم والتعليم.
وفي سدير حفظت لنا الكتب وأفواه الرواة سير الكثير من المعلمين الذي كانوا بمنزلة جامعة تخرج فيها الطلاب ونهلوا منها، وبدوري هنا أضيف نبذة توثيقة على شكل مقطوعة شعرية عن أحد هؤلاء المعلمين، وهو المعلم الفاضل المربي إبراهيم بن ناصر الصوينع أمده الله بالصحة والعافية:
قوافي الشعرِ زيّنها الأصيلُ
وحرفي نحو فتنتها يميلُ
شعورُ القلبِ يدفعني وفاءً
لأبعث ما بداخله يصولُ
بإبراهيمَ تحتفلُ القوافي
هو المفضالُ فينا والنبيلُ
وقورٌ وهو للتقوى خليلٌ
يحبّ الخيرَ وهو له دليلُ
هو الرجلُ الوفيٌّ رقيقُ قلبٍ
ومن عينيه إبداع يجولُ
رباطةُ جأشِهِ تروي اصطبارًا
على الأحزانِ إن كانت تطولُ
هو المضيافُ يشكو منه مالٌ
ويخجلُ من تفضلهِ البخيلُ
مُجالِسُهُ يؤانسُ منه أُنسًا
ويحلو من كريم القومِ قِيْلُ
يحبُّ الناسَ وهو لهم أليفٌ
وللأرحامِ زوّارٌ وَصولُ
له سبقٌ بميدانِ المعالي
وبعد الجيلِ يروى الفضلَ جيلُ
تألق ناجحًا ربّى رجالاً
هم الأفذاذُ في الدنيا عُدُولُ
يُعاملهم بحبٍّ واحترام
إخلاء له، وهو الخليلُ
هم الصلحاءُ غيثُهمُ غزيرٌ
لهم في الناسِ بالنفعِ الهطولُ
هو القلبُ الكبيرُ وفيه عطفٌ
لمحتاجٍ ويقصدُهُ العليلُ
رعاك الله يا جزلَ العطايا
ويكتب أجرك الربُّ الجليلُ
ومتَّعك الإلهُ وزاد فضلاً
وفي الأخرى لكم ظِلٌّ ظليلُ
أيا شيخَ المكارمِ فيك شعري
فخورٌ إنني منكم خجولُ
أيا شيخَ الصوينعِ هاك مني
حروفًا والوفاءُ بها جزيلُ
عليك سلامنا ولك التحايا
سنياتٍ وحبٌّ لا يزولُ
تقبّلْ بعضَ إحساسي تجاوزْ
قصوري أيها الرجلُ الأصيلُ
** **
عبدالله بن سعد الغانم - تمير - سدير